تراجع المتمردون في جنوب السودان عن التهديد بمقاطعة محادثات السلام مع الحكومة قائلين ان الوسطاء وعدوا ببحث قائمة مطالبهم.
وقال المتحدث باسم وفد المتمردين يوهانيس موسى بوك لرويترز ان المتمردين قرروا المشاركة في الجولة الثانية من المحادثات بعد حصولهم على ضمانات من الوسطاء.
وافتتحت الثلاثاء في اديس ابابا رسميا جولة المفاوضات الثانية بين الاطراف المتنازعين في جنوب السودان بهدف التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الازمة في هذا البلد، وذلك بعد 24 ساعة على ارجائها.
وقال سيوم مسفين رئيس المفاوضين في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق افريقيا (ايغاد) خلال افتتاح المفاوضات التي ستبدأ فعليا الاربعاء ان "جنوب السودان يعاني (منذ استقلاله) من مؤسسات هشة او غير موجودة" ما ادى "الى تداعيات غير مفاجئة".
واضاف ان "الازمة تمنح (القادة السودانيين الجنوبيين) فرصة تغيير المسار الذي تسلكه بلادهم، انه ليس خيارا بل ضرورة".
ويخوض جيش جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفا كير مواجهات منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر مع انصار نائب الرئيس السابق رياك مشار، اسفرت عن الاف القتلى وهجرت نحو 900 الف سوداني جنوبي.
وخلال الافتتاح، تبادل رئيس الوفد الحكومي نيال دينغ نيال ونظيره في معسكر مشار تابان دينغ الاتهام بانتهاك وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 23 كانون الثاني/يناير اثر جولة اولى من المفاوضات الشاقة في العاصمة الاثيوبية.
لكن نيال اكد ان "حكومة جنوب السودان تكرر التزامها التفاوض بدون شروط مسبقة"، في اشارة الى توعد معسكر مشار الاثنين بتعطيل المفاوضات اذا لم يتم الافراج عن اربعة مسؤولين سياسيين محسوبين على مشار تعتقلهم جوبا منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر.
واضاف "جئنا بروح منفتحة، سعيا الى حل دائم للازمة في بلادنا" و"نامل بصدق ان يتحلى الطرف الاخر بالعزم نفسه".
ومصير هؤلاء المسؤولين الاربعة الذين لا يزالون معتقلين، تسبب باطالة امد الجولة التفاوضية الاولى، علما بانه تم الافراج عن سبعة مسؤولين اخرين في 30 كانون الثاني/يناير اعلنت ايغاد انهم سيشاركون في الجولة الثانية.
من جهته، قال دينغ "علينا الا نضيع الوقت والا نوفر اي جهد"، مع انتقاده السلطات الحكومية لعدم افراجها عن المعتقلين الاربعة.
كذلك، انتقد وجود قوات اوغندية تقاتل الى جانب القوات الحكومية معتبرا ان "الوضع لا يمكن تصوره ويدعو الى السخرية" وخصوصا ان اوغندا عضو في ايغاد التي تتولى وساطة في النزاع.
والاثنين، طالبت اثيوبيا التي تتولى الرئاسة الدورية لايغاد بانسحاب "القوات الاجنبية" من جنوب السودان متخوفة من ان تتحول الازمة الى "نزاع اقليمي".
واعتبر رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين الثلاثاء خلال افتتاح المفاوضات ان "القسم الاصعب من عملية التفاوض لا يزال امامنا"، مضيفا "من واجب الطرفين ان يحترما وينفذا اتفاق وقف الاعمال الحربية".
ولم يصل الى جوبا سوى وفد من ايغاد يضم 14 شخصا لبحث سبل انتشار مراقبين مكلفين السهر على احترام وقف النار.
وفي واشنطن، شدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري على التزام واشنطن التي وفرت دعما دائما للمتمردين الجنوبيين خلال الحرب الاهلية السودانية وايدت قيام دولة جنوب السودان في تموز/يوليو 2011، بمنع تحول العنف الى "فوضى وابادة".
وقال كيري في مؤتمر صحافي "من مصلحتنا جميعا عدم السماح بحصول ذلك".
العالم