يعيش أهالي مقديشو على صوت نيران المدافع والتفجيرات التي تشهدها المنطقة خلال الأسابيع الماضية بينما تعمل الحكومة على مضاعفة جهودها للحد من الدعم الذي تتمتع به حركة الشباب عبر حملات توعية في العاصمة الصومالية.
وتسعى الإدارة من خلال حملة توعية انطلقت في 8 شباط/فبراير وتمتد لشهر واحد إلى تحسين تعاون المواطنين في حربها على الحركة. وتهدف الحملة إلى تدريب 200 فرد من كل مقاطعة للعمل على الإرشاد العام في أحيائهم ومقار عملهم.
وفي إطار الجهود القائمة، يستعد محافظ بنادير ورئيس بلدية مقديشو، محمود أحمد نور، لزيارة كل مقاطعة في مقديشو لإمضاء يوم في كل منها والالتقاء بمفوضي المقاطعات والأهالي.
وفي خلال زيارته إلى مقاطعة هول واداغ يوم الثلاثاء، 11 شباط/فبراير، تحدث نور بلجهة حادة ضد حركة الشباب بعد يوم على تفجيرات مزدوجة في العاصمة استهدفت مسؤولين حكوميين.
وقال نور، "أنا متفاجئ من سماع انه يتم احتجاز عناصر الشباب من قبل القوات الامنية. على القوات الامنية القضاء عليهم في مكان تواجدهم لانهم احلوا سفك دماء الابرياء وعلى العصابات قتلهم رميا بالحجارة".
وتابع القول إن الحركة تعترض على أي تقدم قد يحرزه الشعب الصومالي، وأضاف "لقد منعوا الانترنت، وسيمنعون الهاتف النقال وفي النهاية سيمنعون الأهالي من شراء الطعام".
وناشد نور المواطنين مساعدة السلطات في رصد مخابئ الإرهابيين.
وأضاف، "نحن نقول للجميع، ثوروا وقاتلوا هذه الميليشيات، فقد انتهى عصر محاربتهم بواسطة القوات الأمنية. على السكان الدفاع عن انفسهم وقتالهم".
سرية الإبلاغ
واعتبر المتحدث باسم إدارة بنادير محمد يوسف أن المواطنين مدعوون لمشاركة المعلومات التي يملكونها عن عناصر الشباب ومناصري الحركة من دون الخوف من الثأر.
وأوضح لصباحي، "هدفنا إزالة الخوف الذي يمنع الناس من الإبلاغ عن العناصر المختبئين أو أحد يشتبه بأنه يعمل معهم. الإبلاغ الذي يتقدم به المواطن لنا سيبقى سريا ولن يتم مشاركته مع أحد آخر حتى يتمكن الأهالي من التعاون مع الأجهزة الأمنية في هذا الصدد".
وأكمل يوسف، "سوف يكشف هذا التعاون عن حجم الأذى الذي تلحقه الشباب بالمدنيين إذ ننوي بناء مجتمع فاعل من القواعد الشعبية وتوفير المواطنين بالثقة الكاملة لإبلاغ السلطات الأمنية فورا عن أي شيء قد يشكل خطرا ما أو يمس بالأمن".
سعدية محمد، 26 عاما وهي أم لستة أطفال، تعيش في منطقة بونديري حيث عقد الاجتماع الأول. وقالت محمد لصباحي إنها رحبت بهذه الجهود التي تسعى للتصدي للشباب.
وأردفت قائلة، "سررت حين سمعت بأن عملية بناء الثقة مع السكان بدأت، وأنه إذا أبلغ أحدنا عن عنصر من الشباب لا يمكن لأحد آخر أن يعرف من قام بالإبلاغ".
وقالت، "في الماضي كنا نحشى أن يكشف أمرنا أحد إذا أبلغنا عن عنصر من الشباب أو عن حادث يهدد الوضع الأمني. وكان الجميع يفكر، "إذا أبعدني الله عن مشاكل الشباب فلمَ أقحم نفسي في مشاكلهم؟" لكن يبدو أن ذلك على وشك أن يتغير".
وأضافت محمد أن بعض الأشخاص الذين مثلوا بونديري في اجتماع حملة التوعية زاروا منازل الأهالي وأطلعوهم عما تمت مناقشته.
وأكدت، "أنا ممتنة جدا لسير هذا البرنامج وآمل من الآن أن أبلغ عن أي أحد اشتبهت بانتمائه للحركة إلى الأجهزة الأمنية".
عدم التخوف من حركة الشباب
صرح يوسف أوسوبلي، 28 عاما ويدرس الطب في جامعة بلازما بمقديشو ويعيش في مقاطعة هوال واداغ، إنه يدعم جهود إدارة بنادير للقضاء على الشباب، لكنه أشار إلى أن المعنيين بحاجة إلى أكثر من شهر واحد للوصول إلى جميع الأهالي.
وقال لصباحي، "لقد آن الآوان أن نحارب الشباب بشئ غير السلاح".
فالحركة تعمل منذ زمن على غسل دماغ شباننا بأفكار خاطئة وإثارة القلق بين الناس جراء الأعمال الارهابية التي تشنها، وفقا لأوسوبلي.
وتابع الحديث قائلا، "الطريقة الوحيدة لمحاربتهم برأيي هي في مواصلة هذا النوع من البرامج التي تقوم بها إدارة بنادير والإسراع بها لإزالة الخوف الذي تمكن من السكان تجاه الشباب. فحين نتوصل إلى جبهة موحدة بين الأهالي لا تخشى الشباب، لن يمض الكثير من الوقت حتى نتغلب عليهم".
ومن المهم أيضا، بحسب أوسوبلي، نشر الوعي حول مخاطر فكر الشباب ووقف الدعم الذي تتلقاه الحركة.
وختم بالقول، "إن العمل على تنظيم نشاطات دائمة للسكان وإمدادهم بالثقة للدخول في علاقات ودية مع الأجهزة الأمنية ومراكز الأمن المحلية أهم من محاربة [الشباب] بالأسلحة. فالحركة مجرد جماعة ضعيفة لا تملك أي نفوذ في مقديشو".
من ناحيتها دعت صفية عبد القادر، 26 عاما وهي طالبة في كلية إدارة الأعمال بجامعة مقديشو، الأجهزة الأمنية لتوخي الحذر قبل توقيف شخص متهم بانتمائه لحركة الشباب.
وقالت، "أعتقد أنه عند الاشتباه بانتماء أحد إلى الحركة وحين يتم الإبلاغ عنه إلى الأجهزة الأمنية، على تلك الأخيرة ألا تتسرع في اعتقال المشتبه به. عليهم أن يجروا تحقيقا دقيقا لأن المشتبه بهم ليسوا جميعا عناصر من الشباب. قد يكون بين هؤلاء شخصا سجن ظلما ومن ثم أفرج عنه، وذلك يترك جرحا في المجتمع".
الصباحي