احتفلت وزارة الاعلام الصومالية باليوم العالمي للإذاعة الأسبوع الماضي في حفل تكريمي للصحافيين الذين قتلوا في الصومال خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وعلى الرغم من إن عدد القتلى بين الصحافيين في الصومال كان أقل في العام 2013 مقارنة مع العام 2012 الذي شهد مقتل 18 صحافيا بحسب منظمة مراسلين بلا حدود التي تعنى بحقوق الاعلاميين، فإن البلاد لا تزال من أخطر الأماكن على الصحافيين في أنحاء العالم.
وكشفت وزارة الاعلام في 13 شباط/فبراير في حفل لليوم العالمي للإذاعة عن لوحة إعلانية كبيرة تظهر فيها صور 38 صحافيا وأسماؤهم قتلوا في الصومال كتب عليها "أوقفوا القتل غير الشرعي!!".
وحضر الحفل صحافيون صوماليون وأجانب وموسيقيون ووزير الإعلام الجديد مصطفى علي دوهولو.
وقال الصحافي الصومالي عبد الناصر ضاهر صبرية، 27 عاما إن أخاه الأكبر عبد الساتر، الذي كان يعمل مراسلا في إذاعة مقديشو الرسمية، قتل في تفجير انتحاري في مطعم ذي فيلاج بمقديشو في أيلول/سبتمبر 2012.
لكن وبعد عامين على مقتل عبد الساتر، ما يزال الجناة طليقين ولم تتحقق العدالة.
وقال صبرية إن الذين يقتلون الصحافيين يريدون إشاعة الخوف بين المراسلين لإسكاتهم. لكنه رأى أن العكس هو ما حصل.
وأضاف لصباحي، "إن السبب الذي دفعني لأن أصبح صحافيا بعد مقتل شقيقي هو أن أظهر لمن يقتلون الصحافيين ويسعون لنشر الخوف أنني مستعد للموت للقضية التي قتل من أجلها شقيقي ألا وهي قول الحقيقة ونقل صورة الواقع".
مواجهة الإفلات من العقاب
وعلى الرغم من أن عشرات الصحافيين قتلوا في الصومال خلال السنوات الماضية إلا أن القتلة ما زالوا يتمتعون بحريتهم ولم يمثلوا أمام القضاء.
وقال وزير الإعلام مصطفى علي دوهولو لصباحي إن الحكومة حققت إنجازات كبيرة لمعالجة مسألة الإفلات من العقاب.
وأضاف دوهولو أن "جهود الأجهزة الأمنية مستمرة وأنها مستعدة ليل نهار لحماية المواطنين بما فيهم الصحافيين وغيرهم. إن عدد القتلى من الصحافيين لعام 2013 كان أقل من العام الذي سبقه، ونأمل ألا يفلت أي من القتلة من العقاب بعد الآن".
وعلى الرغم من إن المجرمين ما زالوا طلقاء، فإن التحقيقات جارية للقبض عليهم وجلبهم للعدالة.
واعتبر دوهولو أن الحكومة يؤرقها الخطر الذي يواجهه الصحافيون الصوماليون وتدرك في الوقت ذاته أهمية الدور الذي تؤديه مؤسسات الاعلام المستقلة للناس.
من جانبه، اعتبر أمين عام اتحاد الصحافيين الصوماليين محمد ابراهيم أن الحفل التكريمي للصحافيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم لاقى صدى إيجابيا بين أصدقاء هؤلاء والصحافيين الآخرين في الصومال.
لكن ابراهيم دعا الحكومة إلى التأكد من جلب أي شخص يقدم على قتل صحافي إلى العدالة، وأوضح أن على الشرطة أن توقف الجناة بهدف تعزيز المحاسبة واحترام القانون.
وأكد لصباحي، "إن التحدي الأكبر الذي يواجهه الصحافيون الصوماليون هو غياب الأمن في البلاد، وعلى الرغم من إن الكثير من التقدم قد أحرز في نشر الأمن، إلا أن الأمر ليس آمنا كليا وقد يتعرض الصحافيون للأذى".
وحضرت الفنانة الصومالية هيبو محمد هودون (هيبو نورا) الحفل الذي أقيم في مقديشو حيث تحدثت لصباحي عن الأذى الذي يلحق بالصحافيين الصوماليين.
وقالت إنها تتألم حين تسمع عن صحافيين يتعرضون للأذى أو القتل، لكن تخطي المشاكل الحالية يفرض على الحكومة الصومالية أن تتحمل مسؤولياتها في فرض الأمن في البلاد.
وأردفت قائلة، "إذا تم اعتقال القاتل الذي يقتل مواطنا بريئا اليوم، فإن أي قاتل يفكر غدا بارتكاب جريمة مماثلة سيرتدع. الصحافيون خائفون والفنانون خائفون، نرجو أن تقوموا بحمايتهم".
الصباحي