توعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بـ"معاقبة" فرنسا على تدخلها في جمهورية أفريقيا الوسطى، وحملها مسؤولية ما تشهده البلاد من قتل يستهدف المسلمين، ووصف ما يجري هناك بأنه "أسوأ عملية تطهير عرقي ضد المسلمين في تاريخ البلاد".
وقال التنظيم في بيان تداولته المواقع الجهادية على شبكة الانترنت، إن ما يجري في أفريقيا الوسطى "مجازر بشعة حلّت بالمسلمين هناك"، مشيراً إلى أن ذلك "يجري تحت سمع وبصر ـ ما يزعمونه ـ قوات حفظ السلام الدولية، التي ما جاءت إلا لتزيد من معاناة المسلمين"، منتقداً ما قال إنه "سكوت العرب والمسلمين".
البيان الذي جاء تحت عنوان "مأساة إفريقيا الوسطى.. بين مكر الصليبين وخذلان المسلمين"، صدر يوم الأحد 16 فبراير 2014، من طرف مؤسسة الأندلس؛ الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي؛ وتداولته المنتديات الجهادية أمس.
ويعد هذا أول تعليق لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على ما يجري في أفريقيا الوسطى، وذلك بعد بيان مشابه أصدرته حركة طالبان الأفغانية.
واتهم التنظيم فرنسا بالعمل على "تأجيج الصراع وترجيحه" لصالح المسيحيين، وقال: "قامت فرنسا بشكل مدروس وسافر؛ في ظل مخاوفها التاريخية من المد الإسلامي؛ بتجريد المسلمين من سلاحهم، وفي المقابل دعم النصارى، ليخرج الصراع عن نمطه العرقي الشائع، وعن توازن كفّتيه"، واصفاً ما يجري بأنه "حملة فرنكوصليبية حاقدة على الإسلام والمسلمين"، وفق نص البيان.
في فقرات من البيان كانت موجهة إلى مسلمي أفريقيا الوسطى، قال التنظيم: "دماءكم لن تذهب هدرا"؛ قبل أن يضيف: "سنبذل كل ما في وسعنا لنصرتكم، وللثأر من عصابات الشر والإجرام قتلة الأطفال والنساء والشيوخ".
وقال التنظيم الجهادي مخاطباً الشعوب الأفريقية: "إن لكم عند فرنسا ثأرا فاطلبوه"؛ داعياً إلى "استهداف" المصالح الفرنسية التي قال إنها منتشرة في البلدان الأفريقية.
في ختام البيان خاطب التنظيم "ساسة فرنسا"، حيث قال: "هلا رفعتم مظلة حمايتكم الكاذبة عن رقاب المسلمين"، مشيراً إلى أن على الساسة الفرنسية أن ينشغلوا بمشاكلهم الداخلية كـ"البطالة"، وفق ما جاء في البيان.
وختم التنظيم بيانه مخاطباً الساسة الفرنسيين، بالقول: "اعلموا وتيقنوا، أن جرائمكم لن تمر دون عقاب، والحرب بيننا وبينكم، باقية، وانتظروا أن تصيبكم قارعة من عند الله أو بأيدينا".
يشار إلى أن التنظيم الجهادي الذي ينشط في منطقة الساحل الأفريقي، كثيراً ما هدد بضرب المصالح الفرنسية، وخلال الأشهر الأخيرة نفذت كتيبة "المرابطين" المرتبطة بالقاعدة، هجمات ضد مناجم تابعة لشركة "آريفا" الفرنسية، شمالي النيجر.
ويحتفظ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي؛ والكتائب المقربة منه؛ برهائن فرنسيين مضى على بعضهم أكثر من عامين.
صحراء ميديا