شهدت مساء الجمعة عدة مدن ليبية وللأسبوع الرابع على التوالي مظاهرات تطالب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي انتهت ولايته في 7 شباط/فبراير الماضي بالذهاب إلى انتخابات مبكرة وتسليم السلطة لجسم تشريعي ورئاسي منتخب.
وخرج مئات المتظاهرين في العاصمة طرابلس في ساحة الشهداء فيما تظاهر المئات منهم أمام مبنى المؤتمر الوطني العام وهو أعلى سلطة تشريعية في البلد مطالبينه بـ "الرحيل" ومنددين بالاوضاع الامنية السيئة في شرق البلاد.
وشرقا في مدينتي البيضاء وبنغازي، تظاهر آلاف المواطنين رافعين الشعارات ذاتها، لكن الامر اللافت بحسب مراسل فرانس برس، أن آلافا آخرين من الثوار السابقين ومعظمهم من التيار الإسلامي نظموا مظاهرة حاشدة في ساحة الحرية في مدينة بنغازي شنوا خلالها هجوما لاذعا على الحكومة المؤقتة وحذروا من دخول البلد في فوضى في حال سقوط المؤتمر الوطني العام.
وميدانياً، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الجيش فيما ألقى متظاهرون القبض على شخص اطلق النار عليهم بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة الكيش حيث تقام إحدى مظاهرات مدينة بنغازي بحسب مصدر أمني تحدث لفرانس برس.
وقال المصدر إن مجهولين مسلحين "اغتالوا بالرصاص العقيد في قوات الدفاع الجوي ونيس البرغثي وأردوه قتيلا" فيما أكد مدير مكتب الإعلام في مستشفى الهواري العام في بنغازي هاني العريبي "وصول البرغثي جثة هامدة إلى المستشفى بعد أن تلقى عدة رصاصات في الصدر والرأس".
وأشار المصدر الأمني إلى أن "عددا من المتظاهرين ألقوا القبض على شخص إطلق الرصاص عليهم بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة الكيش حيث تقام إحدى مظاهرات مدينة بنغازي"، وأوضح أن "هؤلاء المتظاهرين سلموا المشتبه به في إلى القوات الخاصة والصاعقة بعد أن أضرموا النار في سيارته وقاموا بمصادرة سلاحه"، لافتا إلى أن "تحقيقات جارية معه في الوقت الحالي".
وكان رئيس المجلس المحلي لمدينة بنغازي محمود بورزيزة أمهل الخميس سلطات بلاده مدة أسبوع لدعم الأمن في المدينة، ملوحا بحجز الإيرادات السيادية وتوجيهها إلى دعم هذا الملف، فيما أعلنت الحكومة حالة الاستنفار في مدينة بنغازي ونشر قوات الجيش والشرطة بالمدينة.
وتسود الفوضى في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 ويتصاعد العنف لا سيما في شرق البلاد الذي يشهد اغتيالات وهجمات تكاد تكون يومية ضد قوات الأمن والجيش والأجانب والبعثات الدبلوماسية.
ولم تتبن أية جهة هذه الاعتداءات في حين لم تتمكن السلطات الانتقالية من التعرف على هوية مرتكبيها أو اعتقالهم.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في بيان حصلت وكالة أنباء فرانس برس على نسخة منه إن "لجنة الأزمة برئاسة رئيس مجلس الوزراء علي زيدان قررت الخميس إعلان حالة الاستنفار في مدينة بنغازي ونشر قوات الجيش والشرطة بالمدينة"، وأشار البيان إلى أن "الوزارة استدعت قوة الأمن المركزي التابعة لها وكلفتها بالانتشار في المدينة"، مطالبة المواطنين بـ "التبليغ عن المشبوهين أو أية تحركات قد تزعزع الأمن".
المنار