طرابلس : ذكرت الصحيفة البريطانية " صنداي تايمز " الاحد ، أن عبد الباسط المقرحي ، الذي كان حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد اعتداء لوكيربي، واعيد الى ليبيا في آب/اغسطس الماضي، بعد انتشار مرض السرطان بجسمه ، كان يملك أكثر من 1.8 مليون جنيه استرليني في حساب سري بأحد المصارف السويسرية، حين أُدين بتفجير طائرة لوكربي في العام 1988.
وقالت الصحيفة :" إن مصادر مطّلعة أكدت أن فريق الدفاع عن المقرحي كان على علم بهذه الأموال وأعد تفسيرات لها قبل بدء محاكمته في هولندا عام 2000، ومن بينها أنه حصل على هذا المال من الحكومة الليبية حين عمل موظفاً في خطوطها الجوية لشراء قطع غيار للطائرات، وأنه كان ينوي استخدام هذه الأموال لتمويل مساعي اشراك ليبيا في سباق السيارات بين باريس ودكار ".
واضافت الصحيفة أن الادعاء العام الاسكتلندي لم يثر قضية الحساب المصرفي السري للمقرحي، لأنها وصلت بصورة متأخرة لاستخدامها كدليل في محاكمته ، وذلك حسبما جاء بجريدة " القدس العربي " .
وابلغ مصدر مقرب من فريق الدفاع عن المقرحي صندي تايمز بأن هذه الأموال " كان من شأنها أن تقوّض موقف المقرحي باعتباره موظفا بسيطا لا يمكن أن يملك هذا المقدار من المال في حسابات مصرفية، ولو عرف الادعاء العام بوجود هذا المبلغ في حسابه لكان المقرحي في وضع أصعب ".
واشارت الصحيفة إلى أن عضو لجنة الشئون الاسكتلندية المكلفة بالتحقيق في ظروف اخلاء سبيل المقرحي، النائب عن حزب المحافظين البريطاني المعارض بن والاس أكد أن الحساب المصرفي "ئلو اكتشف في حينه، لكان بمثابة الدليل القوي على صلة ليبيا والمقرحي بالارهاب الدولي ودليل على أن الأخير كان المنسق الدولي للإرهاب الليبي "، على حد تعبيره.
وقد ادين المقرحي "57 عاما" بالاشتراك في تفجير طائرة بان اميركان عام 1988 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية.
واطلقت الحكومة الاسكتلندية سراحه في 20 آب / اغسطس لاسباب صحية، حيث انه مصاب بسرطان البروستات في مرحلة نهائية، ليعود في اليوم نفسه الى ليبيا.
واثار اطلاق سراحه اعتراضات شديدة، لا سيما في الولايات المتحدة التي ينتمي اليها معظم ضحايا الاعتداء الـ270.
واتصلت السلطات الاسكتلندية من جديد الاربعاء الماضي ، بالمقرحي بعد ان تحدثت صحيفة بريطانية عن " اختفائه ".
وتمكن مجلس ايست رينفروشاير الهيئة المحلية الاسكتلندية المسئولة عن الرقابة القضائية على المقرحي، من الاتصال به هاتفيا في منزله في طرابلس.
وقال المتحدث باسم المجلس :" تحدثنا مع المقرحي الموجود في منزله ولا يوجد اي سبب يدعو للقلق انه في داره وذلك بعد مقال لصحيفة " ذي تايمز " البريطانية الاربعاء يقول ان المقرحي اختفى ".
واوضحت الصحيفة انها لم تتمكن من الاتصال بالمقرحي منذ مساء الاحد ، لا في منزله ولا في المستشفى الذي يعالج فيه من السرطان وكان متحدث باسم مجلس ايست رينفروشاير قال " انه لم يتمكن من التحدث مع المقرحي مساء الثلاثاء ".
وبحسب شروط الرقابة القضائية لا يمكن للمقرحي تغيير منزله ولا مغادرة طرابلس وعليه ان يبقى على اتصال بالمجلس بانتظام.