تستمر الحملة العسكرية للجيش الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) ضد الشباب وسط مخاوف من احتمال أن يكون عناصر الحركة الذين فروا بعد تقدم القوات الحليفة مختبئين في المدن الكبرى بين السكان.
وقال حسن ضاهر يونس، وهو طالب في كلية الصحافة بجامعة مقديشو، "لقد طرد عناصر حركة الشباب من بلدات كثيرة، أما السؤال فهو: أين ذهبوا؟ من الواضح [بالنسبة لي] أنهم يخططون لتخبئة أسلحتهم ودخول المدن والاختباء بين الناس لفترة قصيرة ومن ثم البدء برمي القنابل وشن التفجيرات في المدن".
واعتبر يونس، 30 عاما لصباحي، "على الحكومة أن تتحمل المزيد من المسؤوليات لإنجاز التحقيقات التي تجريها والقبض على العناصر الذين يختبئون بيننا ويهددون أمننا".
وقال المتحدث باسم ادارة بنادير عبد العزيز محمد عبد الرحمن إن السلطات الأمنية أدركت بأن مقاتلي الشباب الفارين قد يلجأون إلى مقديشو وقد اتخذت الاجراءات المناسبة.
وأضاف لصباحي، "إن عمليات البحث المستمرة للقوات الأمنية ستساعد في القبض على عناصر الشباب الذين يحاولون دخول المدينة والاختباء فيها"، داعيا السكان للتحلي بالهدوء والانضباط.
وقال عبد الرحمن "إضافة إلى ذلك، قررنا تشديد الأمن من خلال تعزيز التعاون بين السكان وتنظيم الطريقة التي تسمح للأهالي بالإبلاغ عن المعلومات الأمنية".
وذكر أن الجهات المعنية ستعلن قريبا عن نظام جديد سيطبق بمختلف أحياء مقديشو من دون أن يكشف عن المزيد من التفاصيل أو موعد محدد.
بحثا عن عناصر الشباب
ورأى قاسم أحمد، ويبلغ 28 عاما وهو من سكان منطقة هودان وناشط يعمل على توعية الشباب حول الفكر المتطرف، أنه من الضرور للأهالي أن يدركوا حجم الخطر المحدق بهم لدى إيواء أحد أقربائهم الذين كانوا عناصر سابقين في الشباب.
وقال لصباحي، "أعرف الكثير من العائلات التي وفي حالات مختلفة قامت بإيواء [أحد أقربائها] الذين كانوا من الشباب سابقا بعد أن قالوا لعائلاتهم إنهم تركوا الشباب. من الأفضل أن يسلم الأهل أيا من أقربائهم الذين عادوا إلى كنفهم للشرطة حتى يتم التحقيق معهم".
هذا ويعمل مسؤولون في دوسماريب عاصمة جلجادود على إيجاد عناصر الشباب الذين طردوا من الناحية الشرقية للمنطقة، وفقا لمفوض الشرطة في المنطقة عبد الرحمن علي غيدا جورو.
وأوضح لصباحي، "كنا متنبهين لعناصر الحركة من قبل، فنحن نعي خداعهم وكيف نتصدى لهم، والآن وقد هزموا فإننا متيقظون لمنعهم من دخول بلداتنا".
وتابع قائلا، "لا خوف من أن يدخلوا بلدتنا أو التسلل بين أهلها لأن سكان دوسماريب يدركون خداع الحركة وقد حاربوا عناصرها لفترة طويلة".
وفي عمليات أمنية مماثلة لإحكام الأمن على المنطقة ومحاصرة عناصر الشباب في غلمدوغ، ألقت الأجهزة الأمنية على جماعة يشتبه بأنها من الشباب في 25 آذار/مارس، بحسب ما ذكر رئيس شرطة المنطقة في غلكاعيو، العقيد محمد نور علي.
وقال علي لصباحي، "ألقينا القبض على أربعة شبان كانوا ينتمون للشباب ويختبئون في غلكاعيو. وكانوا يعملون في تجارات صغيرة كتلميع الأحذية وأعمال يدوية أخرى ادعوا حرفتها".
وكشف أن المتهمين سيمثلون أمام القضاء قريبا وسيكون أمامهم فرصة للدفاع عن نفسهم.
المواطنون يتعاونون مع الشرطة
وفي هذا السياق، أشارت ميمونة علي جيساني وهي رئيسة الجمعية النسائية في غلمدوغ، إلى أن الأهالي يستعدون لمحاربة فكر الشباب من خلال مساعدة الشرطة.
وأكدت جيساني لصباحي، "إن الناس الذين يذبحون ويقتلون داخل المساجد والثقافة الإرهابية التي تدفعهم لتفجير نفسهم غير مقبولة بتاتا، وسنحاربها من خلال وحدتنا".
وقال إن النساء في غلمدوغ يشاركن في وضع إجراءات تمنع حركة الشباب من التسلل إلى المجتمع.
وأردفت قائلة "علينا أن نتأكد من أن الناس الذين نؤجر منازلنا لهم ليسوا من الشباب، وعلينا أن نسألهم توفير كفيل قبل أن ندخل معهم بأي عقد إيجار. وإننا نساعد الشرطة من خلال التنبه للسكان والابلاغ عن أي مشبته بهم".
من جانبه، قال علي ديري ألوري، 75 عاما، وهو أحد الوجهاء المحافظين في غلمدوغ، لصباحي إن السكان متحدون ويتعاونون لفرض الأمن في منطقتهم.
وأضاف "كنا نسمع عن الشباب والاعتداءات التي يشنونها في مناطق أخرى، لم يدخلوا إلى منطقتنا من قبل لكن اليوم علينا أن نحاربهم".
وتابع قائلا، "الناس هم من يحفظون الأمن وإننا ملتزمون الحفاظ على الأمن في غلمدوغ، وأدعو كافة الأهالي في البلدة إلى الوقوف إلى جانب الإدارة المحلية لتعزيز الأمن ودعم القوات الأمنية".
لكن ألوري حث الشرطة على معاملة الموقوفين بما ينص عليه القانون.
وأضاف، "على [السلطات في] غلمدوغ عدم انتهاك حقوق الناس الذين لم يتم التأكد من أنهم ينتمون للشباب وعدم إلحاق الأذى بالأبرياء".
الصباحي