رفضت مصر انتقادات وجهت للجدار الفولاذي الذي تبنيه على حدودها الشرقية مع قطاع غزة، في وقت انتقدت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجدار، واعتبرت أنه مؤشر على احتمال شن إسرائيل عدوانا جديدا على القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الإجراءات التي تتخذها بلاده على الحدود تهدف إلى صيانة أمنها القومي وتأمين الحدود المصرية.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أبو الغيط قوله إنه مهما كان شكل هذه الإجراءات سواء أكانت أعمالا إنشائية أو هندسية أو معدات جس أو معدات للاستماع فوق الأرض أو تحتها فهي شأن مصري يتعلق بالأمن القومي، أي أنه يدخل في مسؤوليات الدولة المصرية وأسرارها.
وأضاف أن هناك تهديدات تسعى لإحداث خروقات من خارج سيناء إلى داخلها وإلى داخل الأراضي الفلسطينية، وبالعكس هناك من يسعى لإحداث خروقات من أراضى قطاع غزة إلى سيناء ومنها إلى قلب الأراضي المصرية، مشددا على أن مصر تفرض سيطرتها على أرضها ولها مطلق الحق في ذلك.وكان الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكى قال إن الإجراءات المصرية غير خاضعة للنقاش، واعتبر أن الخوض في هذا الموضوع بمعلومات غير صحيحة هو مساس بالأمن المصري.وأضاف أن ما تنقله صحف إسرائيلية عن أن ما يجري هو عقاب مصري لحركة حماس لعدم توقيعها ورقة المصالحة، هو "كلام كاذب.. فحتى لو وقعت حماس فستحمي مصر أمنها"، مشيرا إلى أن المسميات والمعلومات التي نقلها الإعلام واستخدمها قياديون من حماس عما يجري لا تمت للحقيقة بصلة.
موقف حماس
وفي المقابل انتقد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر بناء مصر للجدار الفولاذي، ودعا الكتل البرلمانية والمستقلين والقوائم لجلسة طارئة اليوم الأربعاء لمناقشة آثار هذا الجدار.
وحذر بحر في مؤتمر صحفي عقده بغزة مما وصفها بالمخاطر الكارثية للجدار المصري، معتبرا أن إقامته مؤشر على احتمال شن إسرائيل عدوانا جديدا على القطاع.كما شدد على أن الجدار يتناقض مع روح العلاقة القوية بالشعب الفلسطيني ومع تصريحات سابقة للرئيس المصري حسني مبارك عن عدم سماحه بتجويع الشعب الفلسطيني في القطاع.وفي السياق اعتبرت قوى وفصائل مقربة من حركة حماس تطلق على نفسها اسم "قوى الممانعة" إقامة الجدار الفولاذي خطوة نحو تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني.
وقالت القوى في مؤتمر لها في غزة إن الشعب الفلسطيني كان ينتظر من الحكومة المصرية خطوة جريئة بفتح المعابر ولم يكن يتوقع هذه الحملة التي تقطع ما تبقى من شرايين الحياة التي تمده بالمواد الغذائية الأساسية. ودعت القوى الحكومة المصرية إلى التوقف فوراً عن هذا "الإجراء الخطير الذي أصاب الشعب الفلسطيني بالذهول"، مضيفةً أن تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني "لن يخدم الأمن المصري في أي حال من الأحوال".
ويأتي الجدل الفلسطيني المصري وسط انتقادات وجهتها 16 منظمة دولية وغربية وأوروبية للحصار المفروض على غزة. وطالبت المنظمات في تقرير لها المجتمع الدولي بإنهاء الحصار الإسرائيلي والسماح بإعادة بناء القطاع الذي دمر في الهجمات الإسرائيلية في يناير/ كانون الثاني الماضي.