يطالب المسؤولون في منطقة باي الصومالية بمساعدة عاجلة من منظمات الإغاثة ومن الحكومة الصومالية بعد انتشار مرض مجهول في منطقة بردالي في آذار/مارس الماضي، أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن مائة آخرين.
وقال محمد مايو، 50 عاماً وهو من وجهاء القبائل المقيمين في بردالي، "لا نزال نجهل طبيعة المرض. ما من أطباء في المنطقة وبالتالي عندما يصاب شخص بالمرض، يبقيه [أفراد عائلته] في المنزل إلى أن يُسمع في نهاية المطاف أن المريض توفي".
وأضاف، "حتى عندما يُسرع من لديهم المال إلى نقل أقاربهم المرضى إلى بيدوا أو مقديشو، يتوفى هؤلاء في طريقهم إلى المستشفى. لم يحصل أن تمكن أي من المرضى المصابين بهذا المرض من الوصول إلى بيدوا أو مقديشو على قيد الحياة ليتم التعرّف على طبيعته".
وذكر مايو أن من بين العوارض التي تصيب هؤلاء المرضى، انتفاخ في المعدة وتقلص الأذرع وحرارة مرتفعة موهنة تُضعف الإنسان وتجعله غير قادر على الكلام في غضون 24 ساعة.
وقال، "أطلب من وزارة الصحة الصومالية ومن منظمة الصحة العالمية إرسال أطباء وأدوية إلينا بصورة عاجلة ليتم إنقاذ الأشخاص الذين يعانون حالياً من المرض". وسلّط الضوء على حالة الرعب والعجز التي تنتاب العديد من السكان، قائلاً "هذا مرض جديد لم نر مثله يوماً".
أما مفوض منطقة بردالي، محمد اسحق حسن، فقال إنه التقى بمسؤولين من منظمة الصحة العالمية في بيدوا يوم الخميس، 17 نيسان/أبريل، للمطالبة بمساعدات وهو حالياً ينتظر ردهم.
وأوضح لصباحي، "تسبب هذا المرض بوفاة 30 شخصاً منذ آذار/مارس، ويعاني منه حاليا أكثر من مائة شخص وكان قد بدأ ينتشر سريعاً في نيسان/أبريل".
وذكر حسن أن المرض يقتل كبار السن بصورة سريعة جداً، في حين يصاب الشباب بالمرض مدة أسبوعين أو أكثر قبل أن يتوفوا.
وأضاف، "لقد ركّزنا جهودنا على محاربة أعداء السلام أي حركة الشباب، وهو أكثر ما كان يحتاج إليه الشعب قبل أن يظهر هذا المرض. أما الآن، بعد أن تحرر الشعب، المطلوب من الحكومة المركزية هو التحرك لتوفير الدعم الطبي لأولئك الأشخاص".
وقال، "لا يوجد مستشفى كبير في المدينة وليس فيها أطباء"، مشيراً إلى إن منظمة الإغاثة الوحيدة التي تعمل في المنطقة هي جمعية الهلال الأحمر الصومالي ولكنها "لا تملك التجهيزات الطبية الكافية".
وتابع قائلاً، "عندما سألناها عن قدرتها في معالجة هذا المرض، لم تعطنا أي جواب".
وحاول فريق موقع صباحي التحدث إلى فريق العمل المحلي في الهلال الأحمر الصومالي ولكن لم يكن أحداً متوفراً للتعليق على الموضوع.
كذلك، لم يرد المدير العام بالوكالة في وزارة الصحة، محمد عبدي فارح، على طلب صباحي بالتعليق حول الوضع في بردالي.
سكان يعبّرون عن ألمهم ومعاناتهم
ذكرت شامسو عدن، 36 عاماً وهي أم لخمسة أولاد، أن أحد أولادها مرض في 11 نيسان/أبريل، ولكن لم يحصل على أي علاج طبي بسبب غياب المستشفيات في المنطقة وعدم توفر الموارد المادية لدى العائلة لتنقله إلى مكان آخر.
وقالت، "لا أستطيع تحمل كلفة نقله إلى المستشفيات في المدن الكبرى. والد الأولاد عاطل عن العمل وكنت أنا أعمل في مقهى لإعالة أولادي ولكن تعذرت علي مواصلة العمل والاعتناء بطفل مريض في الوقت نفسه".
وتابعت قائلةً، "أنتظر وفاته لأنه ليس بوسعي القيام بأي شيء آخر. لقد عانينا كثيراً معه. ولدي الذي يبلغ من العمر 14 سنة يتألم جداً. يعاني من انتفاخ في المعدة وأصبحت كتفاه واهنتين. والأسوأ هو عندما يحلّ الليل فلا يتمكن أحد من النوم بسبب أنينه".
من جهته، قال بورو مودي، 37 عاماً ويدير صيدلية في بردالي، إنه بسبب غياب المرافق الطبية يُنقل الناس المصابين بالمرض إلى صيدليته للعلاج، ولكن كل ما يستطيع تقديمه لهم هو المسكنات ذلك أنه لا يعلم أي من الأدوية قد يساعدهم.
"وشرح لصباحي، "يتطلب هذا المرض تحقيقات طبية تُجرى بواسطة تقنيات عصرية. هذه مدينة هربت منها هيئات الإغاثة عندما كانت تسيطر عليها الشباب ولم تعد إليها أي هيئة حتى اليوم باستثناء جمعية الهلال الأحمر [الصومالي] التي أصلاً ليس لديها أي أطباء في المدينة".
وناشد مودي المنظمات الدولية العودة إلى بردالي فوراً لمساعدة السكان على مواجهة هذه الأزمة.
الصباحي