استحال الوقوف الروتيني على شارة مرور بالقرب من محطة بانجيني للشرطة إلى عملية قاتلة، عندما فجر انتحاريان مساء الأربعاء، 23 نيسان/أبريل، سيارتهما المفخخة ما أدى إلى مقتلهما ومقتل اثنين من عناصر الشرطة.
وفي حديث لصباحي قال المفتش العام للشرطة ديفيد كيمايو، "نشتبه بان المهاجمين هما انتحاريان كانا يخططان لتنفيذ عمليتهما في مكان أخر، إلا أننا لم نتأكد حتى الساعة من هذا الأمر. لقد فقدنا للأسف في هذا الاعتداء عنصرين مخلصين من الشرطة".
وأضاف، "الضحيتان من فريق شرطة المرور المكلف حراسة حاجز بالقرب من محطة بانجيني للشرطة، ولكن حين رصدا سيارة تويوتا مسرعة تسير بالاتجاه المعاكس عمدا إلى توقيفها".
وتابع، "وعندما لم يتمكن المشتبه بهما من إعطاء تفسير مقنع لسبب سيرهما في الاتجاه المعاكس، قرر الشرطيان ركوب السيارة وطلبا من السائق أن يتوجه بها إلى محطة بانجيني للشرطة".
وأوضح كيمايو أن الشرطيين اتخذا قرارا سريعا بركوب السيارة دون أن يعمدا أولا إلى تفتيشها عندما شعرا بنية المشتبه بهما الفرار. وأكد أن دورية من وحدة الطوارئ 999 رافقت سيارة المشتبه بهما إلى محطة الشرطة تحسبا من محاولتهما الهرب.
وأضاف كيمايو، "عند وصولهم إلى مدخل محطة الشرطة حيث كان الشرطيان ينويان إجراء تحقيق موسع معهما، عمد المشتبه بهما إلى تفجير العبوات ما أسفر عن مقتلهما ومقتل الشرطيين. نشك في أن السيارة كانت مفخخة بعبوات قاما بتقجيرها عندما شعرا بخطر توقيفهما واكتشاف المتفجرات".
وذكر كيمايو أن الشرطة فككت قنبلة عثرت عليها بعد وقوع الانفجار بين حطام السيارة.
وقال، "لن نتخاذل أمام هذا العمل الإرهابي البشع ولن نتراجع عن حربنا ضد الإرهاب، بل على العكس تماما سنعمل على تصعيدها".
إجراءات التوقيف والتفتيش 'دون المستوى المطلوب'
وأثار هذا الحادث القلق حول عدم تلقي عناصر الشرطة التدريبات اللازمة حول كيفية مواجهة مخاطر الإرهاب المتنامية.
وقال المحلل الأمني والنقيب المتقاعد في الجيش كولينز وانديري، "من المؤسف أن الشرطة ما تزال تفتش سيارات المشتبه بهم بإهمال وتدقق بها بطرق عادية. كنت أتوقع منهم أن يتعلموا درسا من الحادث المماثل الذي وقع في مومباسا عندما بقيت سيارة مفخخة متوقفة في عقر دارهم مدة أسبوع كامل ".
وأضاف وانديري لصباحي، "يظهر الاعتداء الإرهابي والمميت الذي وقع أخيرا على مدخل مركز للشرطة أن إجراءات التوقيف والتفتيش التي يعتمدونها هي دون المستوى المطلوب. ويثير هذا الأمر القلق حول قدرة الشرطة على كشف عن الخطط الإرهابية وإحباطها".
وتابع، "من المؤسف أن يسمح واحد من أكبر الأهداف للعمليات الإرهابية كمركز الشرطة لسيارة مماثلة بالمرور عبر مدخلها دون إجراءات أمنية وقائية ملائمة. إن هذه المؤسسات هي أكثر عرضة للخطر وما تزال الشرطة تعمل بعقلية ساذجة، ثم أنا لا أفهم لماذا لم تشك الشرطة بالمشتبه بهما حين لم ينم سلوكهما عن إنهما مجرد مخالفين لقوانين السير".
من جانبه، قال أحد سكان نيروبي جون نينجا، 27 عاما، أن الشرطة أدخلت سيارته إلى المركز عدة مرات بعد توقيفه بسبب مخالفات مرورية.
وأضاف، "إن عادة رجال الشرطة بركوب سيارات الناس عشوائيا مع أو دون إذن السائق تعد أمرا خطيرا. في كثير من الأحيان، دخل عناصر شرطة المرور إلى سيارتي بعد ارتكابي لمخالفة مرورية طفيفة، دون التأكد إذا ما كان السائق مجرما خطيرا أو إرهابي أو أن تكون السيارة محملة بالمتفجرات".
أما مدير العملاء في مجموعة دولفينز صموئيل موشاي، 38 عاما، فقال، "لو لم تكن هذه السيارة تسير بالاتجاه المعاكس لما كانت الشرطة قد أوقفتها، وبالتالي أشعر بالخوف من مجرد تصوري لحجم الدمار وعدد الضحايا لو تمكن الإرهابيون من تفجيرها في المكان الذي خططا له".
وأضاف، "إن الكشف عن الأسلحة والمتفجرات الخطيرة مثل العبوات الناسفة قبل تسببها بخسائر بشرية أو في الممتلكات والبنية التحتية، يعتمد على التخطيط وإدارة عمليات البحث الفعال".
وختم لصباحي قائلا، "يبدو أن جميع عناصر الشرطة في بلدنا بحاجة إلى إعادة تدريب حول [تقنيات] التفتيش الخطر، لأنهم يتصرفون بجهل تام. يجب أن يكون التطبيق المنهجي لإجراءات التفتيش صارم وأكثر وضوحا في خضم الحرب التي تقودها البلاد ضد الإرهاب".
الصباحي