أكد سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أن ليبيا ستلحق بركب الأسواق العالمية وتشغل فيها مكانة ثقة بفضل سياسة تقوم على اعتماد "الخطوة خطوة".
وقال سيف الإسلام في تقرير صادر عن "مجموعة اعمال اكسفورد" نشره الموقع الالكتروني لصحيفة " اويا " الليبية الاربعاء :" إن طرابلس ستلحق بالأسواق العالمية كدولة يوثق بها ويعتمد عليها ولكن ضمن برنامج يعتمد على الخطوة خطوة " .ووفقا لما جاء بجريدة " القدس العربي " اضاف سيف الاسلام أن تغيير ليبيا من دولة مغلقة ومعتمدة على نفسها وتحولها إلى لاعب عالمي في عالم الأعمال قد لا يحدث في يوم واحد .
وكانت ليبيا منذ اكثر من ثلاثة عقود تطبق النظام الاشتراكي المتشدد، الذي يجعل الدولة راعية لكل الانشطة الاقتصادية في البلاد ، الا انها تراجعت عن هذه السياسة الاقتصادية بعد ان فشلت في ادارتها، مخلفة وراءها خسائر كبيرة تجاوزت مليارات الدولارات نتيجة البيروقراطية الادارية وتفشي الفساد في القطاع العام.وأكد سيف الاسلام أن الطريق نحو التقدم والنمو الاقتصادي يتم باستعادة ليبيا علاقاتها السياسية مع دول العالم .ونبه القذافي الابن الى ضرورة اصلاح التشريعات والقوانين في ليبيا باعتبار أن القواعد والأسس التي بنيت عليها لا تتمشى مع متطلبات بيئة الأعمال العالمية.
واشار سيف الاسلام، الذي يقود الاصلاح في ليبيا منذ سنوات الى أنه قرر تركيز جهوده على هذا الموضوع لإيمانه بأنه بدون الإصلاح الجوهري فإن النمو الذي شهدته الدولة سوف لن يستمر .واعتبر سيف الاسلام أن هذا الأمر " سوف يولد ليس فقط نموا اقتصاديا في البلاد، بل أنه سيشجع على الإصلاح السياسي " .وطبقت ليبيا مع رفع الحظر الدولي الذي استمر من 1993 الى 2003 اثر اتهامها بدعم الارهاب، سلسلة من الاصلاحات لتحرير الاقتصاد الليبي في بلد يعتمد على النفط في90 بالمائة من صادراته.فقد شجعت الدولة القطاع الخاص على الدخول في النشاط الاقتصادي للبلاد.
وكان سيف الاسلام قد حذر بشدة من " التزاوج المشبوه بين اجهزة الدولة والقطط السمان " التي تعترض على الاصلاح.وأكد أن ازدهار ليبيا والتنمية الاقتصادية الطويلة الامد ستتحقق بتطبيق الإستراتيجية المختلفة، التي تجمع الحماية التشريعية والدستورية والتنمية المستدامة والتنمية البيئية والاستثمار الأمني ".وبات سيف الاسلام يعتبر الرجل الثاني في ليبيا بعد ان رشحته القيادات الاجتماعية والشعبية، التي تضم وجهاء القبائل والمناطق " منسقا عاما " لها ليتولى رئاستها.
وجاء ترشيح سيف الاسلام لهذا المنصب، الذي يعادل منصب رئيس للدولة يتمتع بصلاحيات تمكنه من الاشراف على البرلمان والحكومة، بعدما طالب والده بايجاد منصب رسمي له لتنفيذ برنامجه الاصلاحي الذي يقوده منذ سبع سنوات، الا انه تعثر لانه لا يشغل اي منصب رسمي يتيح له المضي بهذا البرنامج.ويفترض ان يصادق مؤتمر الشعب العام "البرلمان" على تعيين سيف الاسلام في هذا المنصب.