أكدت الأمم المتحدة يوم الجمعة 2 أيار/مايو، أن انعدام الأمن وتأخر هطول الأمطار في الصومال يعرضان حياة الألاف للخطر وبخاصة في المناطق التي تشهد قتالا بين القوات الصومالية وبعثة الأمم المتحدة من جهة وحركة الشباب من جهة أخرى.
ولم تهطل حتى الأن الأمطار الموسمية الحيوية للزراعة والتي عادة ما تبدأ في نيسان/أبريل وتستمر حتى حزيران/يونيو، لا في مناطق جنوب الصومال الأساسية ولا في مناطق أقصى الشمال الشرقي من البلاد.
وجاء في بيان صدر عن وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية في الأمم المتحدة أنه " من المرجح أن يؤدي تأخر هطول الأمطار وارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار التداعي الأمني في الصومال، إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي في البلاد خلال الأشهر المقبلة"، مضيفا أن أكثر من 850 ألف شخص بحاجة إلى "مساعدة إنسانية طارئة".
إلى هذا، ذكر بيان وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية في الأمم المتحدة أن أكثر من 200 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من "سوء التغذية"، واعتبر أن أكثر من ربع الحالات التي رصدت هي "حالات مستفحلة "تواجه خطر الموت المحدق".
وعينت السلطات في هيمان وهيب لجنة لتقييم مدى الجفاف الذي لحق بالمنطقة، بعد وفاة ما لا يقل عن ستة اشخاص بسبب النقص الحاد في المياه، وفقا لجووبجووغ الإخبارية الصومالية.
وقال عمر محمد ديري وزير الخدمات الإجتماعية في هيمان وهيب أن السلطات التقت مع وكالات الإغاثة الدولية للطلب منها مساعدة المتضررين من النقص الذي شهدته المنطقة مؤخرا في المياه والمواد الغذائية.
بدوره قال أحد المشايخ التقليديين عبدي هاشي لإذاعة إيرغو، "لقد شهدت الكثير من المآسي، لكنني لم أر يوما أناسا يموتون من العطش مثل هؤلاء"، مضيفا أنه شهد وفاة 10 أشخاص بسبب شح المياه.
وفي عام 2011، اعتبرت الصومال من أكثر البلدان تضررا من موجة الجفاف الشديد والمجاعة التي ضربت منطقة القرن الأفريقي وأثرت على نحو 13 مليون شخص فيها.
ووفقا للأمم المتحدة، قضت المجاعة التي اجتاحت المنطقة بين عامي 2011 و2012 على نحو 260 ألف شخص معظمهم من الأطفال، وأقرت المنظمة الدولية أنه كان عليها بذل جهد أكبر لمنع حصول هذه المأساة.
الصباحي