وافق المسؤولون عن قافلة شريان الحياة 3 المرابطة في ميناء العقبة جنوب الأردن منذ خمسة أيام على تغيير مسار القافلة استجابة لطلب السلطات المصرية وذلك بعد وساطة تركية، حيث تقرر أن تعود القافلة إلى سوريا لتنطلق من ميناء اللاذقية شمالاً عبر البحر المتوسط إلى ميناء العريش المصري ومنه إلى غزة.
وقال الناطق الإعلامي باسم القافلة زاهر البيراوي إن اتفاقاً مع السلطات المصرية تم بعد تدخل تركي على أعلى المستويات، وأضاف "قبلنا العرض التركي بتغيير المسار إذا كان ذلك سيرضي الإخوة المصريين".وأكد البيراوي أن تغيير مسار القافلة سيكلف مئات الآلاف من الدولارات، مشيراً إلى أنهم يتوقعون وصول القافلة إلى ميناء العريش نهاية هذا الأسبوع وأنهم يأملون بدخول قطاع غزة قبل الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل، مجدداً التأكيد على أن القافلة "إنسانية تضامنية" ولا تسعى للضغط على السلطات المصرية. وكان مقررا أن تصل القافلة قطاع غزة في 27/12/2009 تزامنا مع الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أن تتعطل في العقبة بسبب رفض السلطات المصرية دخولها من ميناء نويبع الذي لا تستغرق عملية العبور إليه من ميناء العقبة أكثر من أربع ساعات.
تصريح
وقد أوضح محمد صوالحة نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة للجزيرة نت أن إبراهيم بيرم مبعوث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتمع مع القنصل المصري في العقبة وأبرم معه اتفاقا حول كافة الأمور المتعلقة بدخول الأفراد والمساعدات التي تحملها القافلة إلى قطاع غزة.
وقال إن المسؤولين عن القافلة قرروا البدء في التحرك نحو سوريا اعتمادا على تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأحد الذي قال فيه إن مصر ترحب بالقافلة إذا جاءت من سوريا إلى ميناء العريش.وأضاف أن السلطات المصرية عارضت دخول الشاحنات ذات الأحمال الثقيلة، مشيرا إلى وجود خمس شاحنات كبيرة سيتم نقلها إلى القطاع المحاصر خلال أسبوعين على الأكثر.لكنه لفت إلى أن الاتفاق مع السلطات المصرية يقضي بدخول كافة المساعدات والأفراد، وأن يكون الدخول فقط عبر معبر رفح وأن لا يكون أي دور لإسرائيل في دخول القافلة وحركتها.
وكان المشاركون في القافلة ولا سيما القادمين من أوروبا والولايات المتحدة وتركيا قد قاموا الأحد بسلسلة من التحركات الاحتجاجية، حيث نظموا مسيرة نحو موقع القنصلية المصرية في مدينة العقبة، لكن قوات الأمن الأردنية منعتها بحجة عدم حصولها على تصريح.
اعتصام
غير أن عشرات الشبان نجحوا في الوصول إلى موقع القنصلية المصرية، ورفعوا شعارات تستنكر موقف مصر من منع القافلة وتدعو إلى كسر الحصار على غزة في الذكرى الأولى للحرب عليها، مؤكدين أنهم سيعتصمون أمام القنصلية ويضربون عن الطعام حتى تسمح مصر للقافلة بمواصلة طريقها إلى غزة.كما نظمت الحركة الإسلامية في مدينة العقبة مساء الأحد مهرجانا إحياء للذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحدث فيه ممثلون عن الوفود الأردنية والتركية، إضافة لكلمة ألقيت باسم الحركة الإسلامية في العقبة.وندد المتحدثون بالموقف المصري من القافلة، ومن بنائها جدارا فولاذيا على طول حدودها مع غزة واعتبر رئيس الوفد التركي فهمي يلدم أن مصر تخدم إسرائيل بموقفها من فرض الحصار على قطاع غزة.
وقام أعضاء الوفد التركي صباح الاثنين بإلقاء حجارة باتجاه إيلات الإسرائيلية المحاذية لمدينة العقبة الأردنية تعبيرا عن إدانتهم للاحتلال الإسرائيلي وحربه المستمرة على الفلسطينيين.يشار إلى أن القافلة انطلقت في السادس من الشهر الجاري من لندن ومرت بفرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا وسوريا، وتوقفت في الأردن بعد أن قطعت نحو 450 كلم من أقصى شمال المملكة حتى جنوبها.وتضم قافلة شريان الحياة 3 التي يقودها النائب البريطاني جورج غالاوي نحو 250 شاحنة ومركبة وسيارة إسعاف محملة بمساعدات إنسانية، ويشارك فيها ناشطون من 17 دولة، بينهم 270 من حملة الجنسيات الأوروبية وثلاثون أميركياً و177 تركياً وخمسون أردنياً.