دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى حوار بين أتباع المذاهب الإسلامية يقودهم إلى “طريق الوحدة الوطنية والإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية”، وذلك قبل إجراء حوار بين “أبناء الأديان السماوية وأتباع الحضارات”.
واقترح على البحرين أن ترعى هذا الحوار، وأكد استعداد الأزهر الشريف للإسهام في الحوار بين علماء المذاهب الاسلامية.
جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر (حوار الحضارات والثقافات) الذى انطلقت أعماله الاثنين بالعاصمة البحرينية المنامة، بمبادرة من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسي آل خليفة، وبحضور ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وشدد الطيب في كلمته على حاجة العرب والمسلمين إلى إجراء “حوار داخلي يجمع بينهم ويوحد أهدافهم ومقاصدهم العليا قبل حوارهم مع الغرب”، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وأشاد شيخ الأزهر بمبادرة البحرين لاستضافة مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، الذى اعتبر أنه “تمليه الظروف والملابسات التي يمر بها عالمنا المعاصر وخاصة العالمين العربي والإسلامي”.
ولفت إلى أن “العالم كله أصبح على سطح بركان عنيف يهدد بالانفجار والهلاك كما آلت الحضارة الغربية إلى حالة من الأنانية المفرطة لم تر فيها غير نفسها وقوتها وسيطرتها على العالم”.
واقترح شيخ الازهر ان تستمر مملكة البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف بين الحضارات علي مستويين: “أولهما مستوي الحوار والتعارف بين اتباع المذاهب الاسلامية للاتفاق على القواسم المشتركة للسير قدما في طريق الوحدة الوطنية والإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية وعدم اتخاذها مادة لإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”.
وأكد “استعداد الأزهر الشريف التام للإسهام في استكمال ما بدأته مملكة البحرين من حوار بين علماء المذاهب الاسلامية”.
وأوضح شيخ الازهر أن المستوى الثاني هو” مستوي التعارف والحوار بين أبناء الأديان السماوية وأتباع الحضارات المختلفة”.
وشدد “على أنه لا مفر من التقريب بين الشعوب وأن تصبح الأرض كلها مدينة واحدة”.
وأكد الطيب أن مسألة علاقتنا بالغرب الآن لا تحتاج إلى علاج أكثر من الحوار والتعاون الذي يقتضي بذل الجهود من الطرفين اللذين أصبح كل منهما يجهل الأخر ويبادله العداوة والبغضاء.
وقال “نتطلع إلى حوار داخلي يجمع بيننا ويوحد أهدافنا ومقاصدنا العليا قبل حوارنا مع الغرب الذى لم يعد يفهم لغة غير لغة الاتحاد والكيانات المتحدة”.
وأشار إلى أن “الغرب اتحد ولم يكن في يديه كتاب مقدس يتلوه ليل نهار كالقرآن الكريم الذي يدعونا نحن العرب والمسلمين الي الوحدة ويحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف”.
ويشارك في المؤتمر الذي تستضيفه البحرين على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “الحضارات في خدمة الانسانية” نحو 150 من المفكرين ورجالات الفكر والثقافة، ويمثلون أكثر من 15 دولة، إلى جانب 350 شخصية دينية وأكاديمية وفكرية وأدبية محلية.
كما يستقطب المؤتمر مشاركات واسعة من مختلف المؤسسات الدينية في العالم على اختلاف أديانها وعقائدها، ولفيف من المؤسسات الثقافية والاكاديمية.
وتعد هذه ثاني زيارة لشيخ الأزهر للبحرين خلال عام.
وكان شيخ الأزهر زار كلا من السعودية والبحرين والإمارات في أبريل/ نيسان 2013.
القدس العربي