نددت قوى سياسية حزبية موريتانية بما أسمته “قمع السلطات الأمنية”، مساء أمس الأحد، لمتضامنين مع مسيرة للزنوج الموريتانيين.
من جانبه، عبّر حزب “التحالف من أجل العدالة والديمقراطية”، معارض، عن “صدمته” مما وصفه بـ”القمع الأعمى والوحشي” الذي قوبلت به المسيرة السلمية.
واتهم الحزب، الذي يرأسه الزعيم الزنجي صار ابراهيما مختار، في بيان له، اليوم الإثنين، وصل “الأناضول” نسخة منه، السلطات الأمنية بـ”عدم الالتزام بتعهداتها لبرلمانيي الحزب (لديه 3 نواب من أصل 147)، الذي أكد لهم صباح أمس بعد التعرّض للمسيرة ولمناصريها”، حسب البيان.
وفي السياق ذاته، انتقد حزب “الحركة من أجل إعادة التأسيس″، معارض، قمع المسيرة ومنظميها.
وقال الحزب، في بيان له، اليوم، إنه يدين بقوة “السلوك الجبان وغير المسؤول للسلطات الأمنية تجاه المحتجين”.
كما أدانت المنظمة الشبابية لحزب “تكتل القوى الديمقراطية”، المعارض، ما أسماه “القمع والتنكيل والإفراط” في استخدام القوة ضد مواطنين عزّل يستخدمون حقهم القانوني فى التظاهر السلمي والتعبير الحضاري”.
وأكدت المنظمة ( الذراع السياسي للحزب)، في بيان لها، وقوفها وتضامنها الكامل مع مسيرة “المبعدين” حتى ينالوا كامل حقوقهم المشروعة والعادلة، حسب البيان.
وفضّت قوات الأمن الموريتانية، مساء أمس الأحد، مسيرة لعشرات المتضامنين مع مجموعة زنوج جاءوا إلى العاصمة نواكشوط في مسيرة راجلة من مدينة بوغي (جنوب غرب)، للمطالبة بـ “حقوقهم المسلوبة”.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، واستخدام الهراوات، بعد رفض المشاركين فيها، إنهاءها، كونها غير مرخصة، بحسب شهود عيان.
وكان عشرات الزنوج من أهالي وأبناء ضحايا أحداث 1989 العرقية، خرجوا في مسيرة راجلة، من مدينة بوغي، التي تبعد عن العاصمة 400 كلم، في 25 أبريل/ نيسان الماضي، قبل أن يصلوا صباح أمس إلى نواكشوط.
وحاولت قوات الأمن إثناءهم عن الدخول إلى المدينة بصورة ملفتة في مسيرة، إلا أن المنظمين رفضوا ذلك.
ويطالب المشاركون، وهم زنوج كانوا قد هاجروا إلى السنغال بعد أعمال عنف عام 1989، قبل أن يعودوا في عام 2007، بما يصفونها بحقوقهم المسلوبة، وتتمثل في استرجاع ملكيتهم للأراضي التي كانوا يمتلكونها قبل ترحليهم، ودمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية بموريتانيا، وإعادة الموظفين ممن فقدوا وظائفهم الحكومية خلال فترة التهجير.
وينقسم المجتمع الموريتاني عرقيا إلى مجموعتين: عرب وزنوج، وتنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض (البيظان) وعرب سمر (الحراطين)، وتضم المجموعة الزنجية ثلاثة مكونات هي البولار والسونيكي والولف.
وشهدت أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي أحداثا بدأت عادية، ولكنها سرعان ما تطورت بشكل لافت إلى “فتنة عرقية”، قتل خلالها الكثير من الموريتانيين عربا وزنوجا وهُجر عشرات الآلاف من الزنوج الموريتانيين إلى السنغال ومالي، كما هُجرت أعداد مشابهة من الموريتانيين العرب من السنغال إلى موريتانيا.
القدس العربي