حين كانت آن وانجيرو، وتبلغ من العمر 27 عاما، تسير في شارع كينياتا بمنطقة الأعمال وسط نيروبي الأسبوع الماضي، اقترب منها ثلاثة شبان ادعوا أنهم تائهون وهم بحاجة للمساعدة في إيجاد طريقهم.
وفيما توقفت وانجيرو لمساعدتهم، وبعدم دراية منها، اتخذ هؤلاء مواقع معينة من حولها وقام الأول بنشل حقيبتها والثاني بنزع قرطي أذنيها وعقدها، بينما أبقاها الثالث منسجمة بالحديث.
وقالت وانجيرو التي تدير كشكا للطعام على شارع ريفر بنيروبي "إن الحادثة وقعت في أقل من دقيقة". وأضافت "حين غادر الشبان انتبهت إلى أنهم نشلوا ما أملك. حاولت أن أصرخ للمساعدة لكن الأوان كان قد فات لأنهم اختفوا بين الحشود".
وأوضحت وانجيرو لصباحي "سمعت الكثير من القصص المماثلة، لكنها كانت المرة الأولى التي أواجه فيها لصوصا بنفسي"، وأشارت إلى أنها فقدت 20 ألف شلن (230 دولار) كانت كلفة تعليم ابنها المدرسية.
وقالت "إن الدرس الذي تعلمته هو ألا أتوقف لمساعدة أحد أو أصغي لأحد يدعي أنه بضيق. للأسف إن الناس الذين هم بحاجة فعلية للمساعدة يتركون لوحدهم [ولا يحصلون على مساعدة من أحد]، لكن لا يمكنك أن تلقي اللوم على السكان لعدم شعورهم بالرأفة تجاههم".
واعتبرت أن "المدينة هي ما دفعنا لأن نكون على ما نحن عليه".
تزايد عمليات السلب
وفي هذا الإطار، قال رئيس شرطة نيروبي بنسون كيبوي إن عمليات السلب بما فيها نشل المارة وعصابات الشوارع السيئة السمعة، ترتفع في المدينة.
وقال "لا يمر يوم من دون أن نشهد حالة مماثلة تستجيب لها شرطة مركزنا. والأخطر من ذلك هو أن النسبة إلى تزايد".
وأشار كيبوي إلى أن اللصوص والنشالين يستغلون احتشاد الناس في الشوارع والطرقات المزدحمة لأنهم يدركون أنه يصعب القبض عليهم فيها.
لكن الشرطة تأمل بأن يتغير الوضع بدءا من 1 تموز/يوليو حين ستنتشر وحدة من عناصر الشرطة باستخدام المزلاجات في شوارع نيروبي.
وقال كيبوي إن 40 شرطيا من وحدة الشرطة الإدارية يخضعون للتدريب بأحذية تزلج وعند إكمال التدريب سينتشرون في الطرقات الرئيسية في العاصمة والأحياء السكنية.
وأضاف أن المحاولات السابقة التي قامت بها الشرطة لمحاربة الجريمة على الدراجات النارية لم تأت بنتيجة، لأن الشوارع المزدحمة جعلت من الصعب عليهم التنقل. وأبدى كيبوي تفاؤله بالمبادرة الجديدة واستخدام المزلاجات لمطاردة اللصوص.
وذكر لصباحي "إننا متأكدون من أن التكتيك الأخير سيؤتي بنتيجة على عكس الجهود السابقة حيث سيتمكن عناصر الشرطة من التنقل بسهولة أكبر في المدينة. إن حركة سيارات الدورية والدراجات النارية قد تكون صعبة حتى إن عناصر الدوريات المشاة لا يستطيعون الوصول إلى اللصوص الذين يرتكبون جنحتهم بسرعة وخفة".
وأضاف أن فكرة تدريب الشرطة على أحذية التزلج أتت بعد أشهر من البحث والتخطيط وحاجة الشرطة على تعزيز قدرتها في التصدي للاتجاه المتصاعد للجرائم.
وتابع القول "إضافة إلى [العناصر] الجدد، ستلجأ المدينة إلى كلاب التفتيش لمساعدة الشرطة في حراسة نقاط توقف الحافلات". وأشار إلى "هذه الاستراتيجيات ستطبق معا حتى نجعل الشوارع آمنة من المجرمين".
ورأى كيبوي أن اختيار نيروبي كمكان لتجربة البرنامج الجديد أتى نتيجة لزيادة حوادث السلب فيها، وأن نجاح البرنامج سيؤدي إلى تطبيقه في مومباسا وكيسومو لاحقا.
من جانبها رحبت وانجيرو، وهي السيدة التي تعرضت للسلب في شارع كينياتا، بمبادرة الشرطة الجديدة حيث اعتبرت أنها قد تكون الحل لضبط الجرائم في العاصمة.
وقالت إن الوحدة الجديدة لو كانت متواجدة حين تعرضت هي للسلب الأسبوع الماضي، كانت ستتمكن من القبض على المجرمين وإعادة ما سلب منها.
وبدوره، وجد جوليوس أوموندي، ويبلغ 40 عاما وهو بائع عقود تأمين في نيروبي، أن المبادرة تأتي متأخرة.
وأضاف أوموندي أنه تعرض للسلب مرتين خلال الأشهر الستة الماضية، آخرها كان في 20 نيسان/أبريل وهو يقود سيارته في شارع موي، بعد أن أنزل شباك سيارته للتحدث إلى رجل أشار إليه بالتوقف لمساعدته في تبديل إطار سيارته المثقوب.
وقال "في لمح البصر سمعت باب السيارة الخلفي يفتح ورأيت أحدا يسحب الحاسوب النقال من المقعد الخلفي. صرخت به وكان بضع مارة ممن أرادوا المساعدة يحاولون مطاردة السارقين لكنهم لم يتمكنوا من اللحاق بهم وخسرت الحاسوب".
وتابع قائلا "الآن أتجاهل كل المشاة الذين يحاولون توقيفي".
المزلاجات عنصر ’يغير اللعبة‘ لصالح الشرطة
واعتبر جويل أندانجي أوباندا وهو مدير التدريب السريع في جمعية المتزلجين في كينيا، إن نشر عناصر الشرطة على أحذية التزلج سيعطي المزيد من الزخم لمحاولات التصدي للجرائم.
وقال في حديث لصباحي إن "الشرطة ستتمكن من التنقل بسهولة وبسرعة أكبر [من العناصر العاديين] في الشوارع المزدحمة، مما سيسمح بمطاردة المجرمين والقبض عليهم".
وأوضح أن المدن الكبرى في أنحاء العالم مثل برلين وجاكارتا ودبي سجلت نجاحات في نشر عناصر على المزلاجات لضبط مخالفات السير ومرتكبي جنح أخرى.
لكن جاريد كوتسوا، ويبلغ 32 عاما، وهو ميكانيكي في المنطقة الصناعية بنيروبي، فأشار إلى أنه هو أيضا تعرض للسلب مرتين حتى الآن، وعبر عن شكوكه في أن يتمكن رجال الشرطة من التصدي للمجرمين الذين يملأون شوارع العاصمة.
وقال "خسرت ثقتي بجهود الحكومة في النيل من اللصوص في الشوارع. إن معرفتي المتواضعة حول المزلاجات تفيد بأن استخدامها ممكن على الأرصفة لا على الطرقات التي تملأوها الحفر والنفايات".
وأضاف "أخشى أن المجرمين قد يلجأون هم إلى المزلاجات وبذلك يكونون قد تغلبوا على الشرطة في لعبتها".
غير أن أوباندا صرف النظر عن تلك المخاوف معتبرا أن المزلاجات يمكن استخدامها على العشب والمناطق الوعرة كما على الأرصفة.
وقال "كل ذلك يعتمد على التدريب، إن أحذية التزلج يمكن استخدامها على كافة الأسطح وإننا واثقون من أنها ستشكل عنصر تغيير في اللعبة لصالح الشرطة في شوارعنا".
الصباحي