تتواصل تفاعلات قضية السماح لوفد سياحي اسرائيلي بزيارة تونس في ظل انتقادات للحكومة باستغلال الوضع الاقتصادي لتبرير القضية التي تحولت الى محور للمزايدات السياسية والانتخابية بين الاحزاب وسط عودة التحركات الشعبية المطالبة بتحريم التطبيع رداً على المسألة.
وردت فعاليات تونسية على اداء المجلس التأسيسي في قضية زيارة السياح الاسرائيليين الى البلاد، حيث يؤكد التحرك الاحتجاجي رفض الشارع التونسي بمختلف اشكال التطبيع مع الكيان الاسرائيلي وتناقضه مع خيارات حكومة مهدي جمعة.
واعتبر صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح في تصريح لمراسلنا: ان زيارة السياح الاسرائيليين هو تطبيع رسمي من حكومة مهدي جمعة، مؤكداً ان هذا التطبيع الرسمي يعود سببه الاصلي الى تخاذل المجلس التأسيسي وعدم تجريم التطبيع في الدستور التونسي او عدم سنّ قانون يجرم التطبيع.
هذا وزاد اسقاط لائحة المساءلة بحق وزيري السياحة والمكلف بالامن امام المجلس التأسيسي من ردود الافعال والاتهامات المتبادلة بين التيارات السياسية بتحريك القضية لغايات انتخابية والتنديد بتلويح الحكومة بورقة الوضع الاقتصادي لتمرير التطبيع.
وقال مراد العمدوني عضو المجلس الوطني التأسيسي لمراسلنا: ان هذه السياسة الارهابية من اجل تمرير عدة مشاريع واملاءات خارجية تضرب الوحدة الوطنية وتضرب ايضاً مقدرات الشعب التونسي وقيم الثورة التونسية، مشدداً على انه ينبغي ان "تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها"، وهذا امر لا يشرع ولا تناقش فيه مسألة التطبيع لانها ليست مسألة وجهة نظر وانما خيانة.
ويرى مراقبون، ان القضية ستزيد من حجم المطالب بسن قانون لمناهضة التطبيع والضغط على حكومة مهدي جمعة التي يرون انها محرجة امام الاطراف الدولية الدافعة لاتجاه تحسين العلاقات مع الكيان الاسرائيلي.
واكد محمد بوعود كاتب ومحلل سياسي لمراسلنا ان هناك الآن العديد من الاطراف التي ستصر من جديد على ان ينشأ المجلس التأسيسي قانوناً خاصاً يجرم التطبيع كرد على تصرفات من حكومة مهدي جمعة بين قوسين الذي يقال ان هناك دوائر ومؤسسات مالية عالمية قد فرضت وجودها لمدة السنة أو اكثر على رأس النظام في تونس والتي قد تكون من استحقاقاتها ايضاً علاقات جيدة ربما او حتى متسامحة مع الاسرائيليين.
وافاد مراسلنا وجدي بن مسعود، ان دخول السياح الاسرائيليين الى تونس قد أعاد طرح مسألة التطبيع بشكل اكثر حدة وسط انتقادات شديدة للموقف الرسمي الحكومي، فيما يؤكد المطالبون بتجريم التطبيع ان مواقف كثير من الاحزاب تأتي على خلفية حسابات انتخابية بعيداً عن الثوابت الوطنية.
يذكر انه بدأت من يوم الجمعة في جزيرة جربة التونسية (جنوب شرق)، وسط إجراءات أمنية مشددة، مراسم ما سميت بالحج اليهودي السنوي الى كنيس "الغريبة"، أقدم معبد يهودي في إفريقيا.
وقال بيريز الطرابلسي رئيس كنيس الغريبة انه يأمل أن يبلغ عدد المشاركين في حج هذا العام 2000 شخص.
العالم