يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الثلاثاء إلى مصر في زيارة هدفها المعلن دفع عملية السلام في الشرق الأوسط كما أوردته الصحافة الإسرائيلية.
وتتزامن الزيارة التي تأتي في الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة مع مباشرة السلطات المصرية بناء جدار على طول الحدود مع القطاع.كما تأتي في وقت ما زالت فيه قافلة "شريان الحياة" للتضامن مع غزة عالقة في ميناء العقبة الأردني بعد إصرار السلطات المصرية على دخولها من ميناء العريش على البحر المتوسط في حين ترغب القافلة الإنسانية في الدخول من ميناء نويبع على البحر الأحمر.
صفقة الأسرى
وبالإضافة إلى دفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية قالت الصحافة الإسرائيلية إن الشارع الإسرائيلي ينتظر بفارغ الصبر الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مما يعطي أهمية خاصة لموضوع صفقة الأسرى خلال هذه الزيارة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي فهمي هويدي أنه من المحتمل إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس خلال هذه الزيارة.ويضيف أن الزيارة تهدف أيضا إلى تأكيد إسرائيل على أهمية الدور المصري في هذه المسألة خاصة بعد ظهور الوساطة الألمانية. ويرى هويدي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى للحصول على تنازلات من حركة حماس في ما بات يعرف بصفة الأسرى خاصة بعد الضغوط التي باتت ترزح تحتها الحركة. ويقول هويدي إن الزيارة يحاول خلالها "حليف إنقاذ حليفه" بعد الهجوم العنيف على القيادة المصرية بسبب بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة.
التنسيق الأمني
غير أن عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية يرى أن عملية السلام وصفقة الأسرى تظل مسائل ثانوية أمام الهدف الرئيسي للزيارة وهو التنسيق الأمني.ويستبعد أن يتم التوصل إلى اتفاق حول صفقة الأسرى خصوصا بعد تراجع الدور المصري في الوساطة في الصفقة أمام الدور الألماني الذي يتميز بـ"الحيادية" و"النزاهة".
ويقول عطوان إن هذا التنسيق يتم على محورين الأول هو إحكام الحصار على قطاع غزة من خلال الجدار الفولاذي المصري على الحدود مع القطاع, والثاني دعوة مصر إلى مزيد من اليقظة لمنع تسلل الأفارقة إلى إسرائيل. ويضيف أن الزيارة تأتي كذلك لتشجيع الحكومة المصرية على المضي قدما في سياساتها الحالية التي تلقى مباركة وترحيبا كبيرين من إسرائيل, والتخطيط للمستقبل فيما يتعلق بوقف المقاومة ومواجهة حزب الله. يذكر أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني أدت في نفس هذه الفترة من السنة الماضية زيارة لمصر انطلقت إثرها مباشرة الحرب على غزة.