بمولد أحدث طفل هذا العام بلغ تعداد سكان أفريقيا -أسرع قارة في النمو السكاني في العالم- مليار نسمة.
وكان عدد سكان القارة 110 ملايين نسمة عام 1850. ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى نحو 1.9 مليار بحلول العام 2050. ويرى المتشائمون أن هذا المد السكاني سيثقل كاهل منظومة الغذاء والوظائف والمدارس والإسكان والرعاية الصحية.أما المتفائلون فيرون في هذه الزيادة فرصة سانحة لاقتفاء أثر الصين والهند القويتين اللتين تجاوزتا المليار في السعي من أجل النمو الاقتصادي. ويرى البعض أن هذه الزيادة ليست مشكلة وأن أفريقيا قليلة السكان وأنها تشكل 20% من يابسة العالم و13% من سكانه. كما أنها غنية بعدد شبابها الكبير الذي يشكل قوة هائلة في سوق العمالة، في حين أن تعداد أوروبا بدأ يهرم.
وبحلول العام 2050 من المتوقع أن يبلغ عدد شباب القارة 349 مليون بين سن 15 و24 أو 29% من المجموع العالمي مقارنة بـ9% عام 1950.وحسب إحصاءات الأمم المتحدة تضاعف سكان أفريقيا خلال الـ27 سنة الماضية، وتأتي نيجيريا وأوغندا في المقدمة. وفي حين أنه كانت نسبة الأوروبيين للأفارقة 2 إلى 1 في عام 1950 من المتوقع أن تكون نسبة الأفارقة للأوروبيين 2 إلى 1 عام 2050. حتى الصين ذات الـ 1.4 مليار نسمة ستبدأ في الانكماش في 40 عاما، بينما سيزيد عدد سكان الهند 3 ملايين فقط في السنة. كذلك تفوق نسبة حمل النسوة الأفريقيات من أي منطقة أخرى.
ويشير مكتب مراجعة السكان في أميركا إلى أن المرأة العادية في العالم لديها 2.6 أطفال، أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فإن العدد هو 5.3. وأعلى خصوبة في العالم توجد في النيجر حيث ترزق النساء هناك بمعدل 7.4 أطفال. ويواصل تعداد سكان أفريقيا ارتفاعه بسبب انخفاض متوسط العمر المتوقع. وفي حين أنه على الصعيد العالمي 62% من الزوجات اللائي في سن الحمل يستخدمن موانع الحمل تبلغ النسبة في أفريقيا 28%.
أما في المقابل فإن هذا التحضر العمراني له عواقبه غير المرغوبة، إذ إن القارة تعاني من أعلى نسبة حوادث طرق في العالم، ومن المتوقع بحلول العام 2020 أن يفوق عدد الوفيات من الحوادث المرورية عدد الإصابات بمرض الإيدز والسل والملاريا مجتمعة. كذلك من المتوقع أن تكون أمراض مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري والربو وأمراض مزمنة أخرى بسبب التدخين مسؤولة عن 46% من الوفيات في أفريقيا بحلول العام 2030، بزيادة 25% عن عام 2004.
وتعاني أفريقيا أيضا من وطأة تغير المناخ، ومن المتوقع أن يتعرض نحو 250 مليون شخص في القارة لشح المياه بحلول العام 2020. ويقول محللون إن على أفريقيا أن تعزز مزيجها من الدول الصغيرة والتكتلات التجارية المتداخلة في سوق ضخمة واحدة، إذ إن التجارة الإقليمية البينية تقدر بـ9% من مجموع تجارة أفريقيا مقارنة بنحو 50% في آسيا الصاعدة.