نيجيريا

يحملون القرآن في يد والإنجيل في يد أخرى.. يؤمنون بالنبي محمد (خاتم المرسلين) وبـ"الثالوث المقدس" عند المسيحيين في الوقت ذاته.. يرددون أدعية إسلامية وترانيم مسيحية أيضا.


إنها طائفة دينية في نيجيريا، يتبع المعتقدون بها شخصا اسمه "ساكا" يدعى النبوة وأنه تلقي الوحي خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي بالتوحيد بين الإسلام والمسيحية في بلاده، لذلك أسس "أوكي تيود"، وهو مركز تمارس فيها معتقداته في ضاحية أوغودو بمدينة لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، والواقعة جنوب غربي البلاد.
في "أوكي تيود" كل شخص هو مسلم ومسيحي (في الوقت نفسه) بموجب مذهب يعرف باسم "كريسلام"؛ (إسم الجزء الأول منه يدل على المسيحية، والثاني: الإسلام) بحوزة كل فرد من أتباعه نسخة من الكتاب المقدس (الإنجيل) وأخرى من القرآن، وكلاهما يتم الاستشهاد بآياته أثناء قداس، عادة ما يقام يوم الأحد من كل أسبوع.
وزارت وكالة الأناضول موقع المركز المقام في منطقة تنتشر حولها المنازل التي يملكها أتباع المذهب على ما يبدو؛ و?انت الحصیلة هذا التقریر.
وتقول الأناضول: كان المتعبدون - حوالي 500 شخص صغارا وكبارا - يتقاطرون على المركز المشيد من طابقين؛ حيث كل عضو (تابع للمذهب)، لدى وصوله، يتجه إلى قسم المسجد حيث يطوف في المنطقة ثلاثة أو سبعة أو واحد وعشرين مرة (شوطا).
بعد "الطواف في أوكي تيود"، على غرار طواف المسلمين حول الكعبة الشريفة في مكة المكرمة، يعتقد أتباع هذا المذهب أنهم يبرأون من العلل أيما كانت، فإنهم ينتهون عند منصة تواجه القبلة الإسلامية حيث يقيمون صلاتهم.
ويشارك كل وافد في ما يسميه أحد المسؤولين في المركز "وردي" وهي الأدعية المرتبطة بالطرق الصوفية الإسلامية.
وقال عبد الرحيم أديجومو، وهو أحد كبار المسؤولين في الطائفة من ذوي الخلفيات الإسلامية السنية الأرثوذكسية، "أقمت وردي اليوم الأحد".
وأضاف: "أؤمن بالثالوث المقدس أيضاً وليس هناك عيب في ذلك" (الثالوث في اللاهوت المسيحي، معتقد ديني يعني أن الله ثالوث مقدس هو الآب والإبن والروح القدس).
وتابع أديجومو الذي انضم للمركز عام 1992، وانتهى به المطاف بأن أصبح عضوا، والآن هو أحد كبار المسؤولين في الطائفة "هذه الإرسالية (المركز) تؤمن أنه لا يوجد أي خلاف لا يمكن حله بين الإسلام والمسيحية".
وذهب إلى تأكيد تقارير على غرار "مزيج من الأديان وعدم التمييز"، ومضى قائلا: "هذا لا يؤثر على أدائي فريضة خمس صلوات يوميا" التي يؤديها المسلمون.
وأردف: "كل ما نحتاجه هو الفهم"، بينما كان يترك صلاة الصبح للانضمام إلى جلسة العبادة المسيحية الكبرى بقيادة مؤسس الطائفة "شمس الدين ساكا" في الطابق العلوي.
كانت الساعة 10:00 صباحا (08: تغ)، حيث تجمع منشدو (القداس)، وهم يرتدون ألبسة باللونين الأبيض والأزرق في الطابق العلوي، لغناء مجموعة متنوعة من الأغاني التي ترتبط بالمسيحية والإسلام، إيذاناً بوصول "ساكا".
وركع المصلون في خشوع، بعضهم وجهه لأسفل، حيث لاح "المشرف العام والنبي" خارجاً من منزل مجاور لمكان العبادة.
مواجها القبلة، رافعاً يديه، ردد "ساكا" نشيداً يتألف من 3 مقاطع، خاص بالمركز الذي أسسه عام 1990، وانضم إليها أتباعه.
"أولوا، أولوران، إليدا أو، وا غبو تيوا، اللهم صلي، صلي على رسولي عيسى، وعلى الرسول الكريم، اللهم صلي، صلي على شمس الدين، وعلى الرسول الكريم".
ويترجم هذا النشيد "الرب، الله، الخالق، نتوسل إليك لسماع صلواتنا. اللهم صلى على النبي عيسى (يسوع) والنبي الكريم (محمد). اللهم بارك شمس الدين، وبارك النبي الكريم".
النشيد، الذي يغنى بلهجة يوروبا (المحلية)، واللغة العربية، يسلط الضوء على عقيدة "أوكي تيود"، التي كانت مسجلة سابقا باسم "الرسالة الحقيقية لبعثة (إرسالية) الله".
في نهاية الجلسة، التي يستشهد خلالها "ساكا" بآيات من القرآن الكريم والكتاب المقدس، تسجد جماعة المصلين مرتين ثم تجلس على غرار المسلمين أثناء الصلاة لترديد بعض الأدعية.
"ساكا" لا يوافق على إجراء المقابلات الصحفية، ما يجعله يفوض كبار مساعديه للتحدث عن تأسيس وأنشطة الطائفة.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قالت المتحدث باسم البعثة (الإرسالية) شاديات بوبولا، إن "أوكي تيود يسعى إلى الوئام والسلام بين المسلمين والمسيحيين".
وأضافت: "الأمر يتعلق بوحدة الإنسانية"، وساكا تلقى "الوحي" لتوحيد جميع الأديان في نيجيريا خلال الثمانينيات.
في مرحلتها الأولى، كان "أوكي تيود" يعتنق عقيدة ثلاثية تمزج بين المسيحية والإسلام والأعشاب، والأخير هو اعتقاد موروث في الآلهة المحلية.
وتابعت المتحدثة: "كان لديه خلفية باعتباره متخصص في الأعشاب، وبينما كان يمارس هذا، جاءته الرسالة بأنه يتحتم عليه توحيد الشعوب من جميع الأديان، ووقف القتال".
وأوضحت أن "هذه هي الطريقة التي ظهر بها اسم (كريسلام هيرب) إلى الوجود، المسيحيون والمسلمون يستجيبون لدعوة أحد المعالجين بالأعشاب، والعراف، ولكن العامة أساءت فهمها على أنها تعني ثلاثة في واحد".
وفي عام 1996 أسقط "ساكا" جزء "هيرب" (أي عشب) من الاسم، ليصبح رسميا "كريسلام".
ولكن "أوكي تيود" تغيرت اسما فقط، حيث تباع وتشرب الأعشاب (بغرض العلاج) من عدة أنواع ولأغراض مختلفة، أثناء القداس، وكلمة "إليدا" في نشيدهم، هو اسم المصلين الموروث للرب.
وبدوره قال المترجم الرسمي لـ"أوكي تيود"، بيلو أديشينا، وهو شاب في أواخر العشرينيات إن "أوكي تيود تدعو إلى السلام والحب".
وأضاف: "نحن لا نميز ضد أي شخص، ونؤمن بوحدة الشعوب من جميع الأديان، وهذا مزيج من الأديان".
ويظهر أن "أوكي تيود" أحد تلك الأماكن التي يلجأ إليها الناس أملا في طرد ما يسمونه "مشاكل روحية" أو جعل الأمور تعمل بشكل أفضل بالنسبة لهم.
فيكتوريا أوبيسانو، وهي امرأة سبعينية، قالت إنها كانت تحضر القداس لأول مرة.
وأوضحت بينما كانت تمسك 3 صور لأطفالها: "أنا هنا بسبب عديد من المشاكل الروحية التي تواجهني أنا وعائلتي، وأنا عادة ما أكون عرضة لهجمات روحية".
وعندما سئلت "أوبيسانو"، ماذا تفعل بهذه الصور، أجابت أنها جاءت مع الصور حتى يمكن إنقاذهم (أبناءها) أيضا من الهجمات الروحية.
وأضافت بينما تظهر عليها أمارات اليأس والحزن: "سأصلي لهم أيضا. فهم كل ما لدي الآن في هذه الحياة".
وفي غضون ذلك، يبدو أن أصحاب الطائفتين سواء المسيحيين أو المسلمين السنة لا يعيرون أهمية لـ "أوكي تيود".
وقال "ثاني محمد ثاني"، وهو دارس إسلامي إنها "مجرد آية على نهاية الزمان (قرب القيامة)".
وأضاف: أنا "أرى أنه ليس أكثر من مجرد مركز، حيث يستغل بعض الناس سذاجة وضعف بني البشر".
وتابع: "لا أريد أن أقول أكثر من ذلك. فإما أن تقبل أن الله واحد ليس لديه ابن أو ابنة أو تنسى الأمر".
فيما عبر القس "فيمي أولوابونمي" عن رفضه مركز "أوك تيود"، معتبرا إياه "جماعة غير جادة تضلل الناس فقط".
وأضاف متسائلا: "يقول الكتاب المقدس لا أحد يأتي الى الآب إلا بي (يسوع). فهل يقبلون يسوع بوصفه المنقذ الوحيد؟".
وأشار رجل الدين المسيحي إلى أن "الممارسات الوثنية لـ(أوكي تيود) لا أصل لها في المسيحية".
ويبلغ أتباع "كريسلام" في نيجيريا بضعة آلاف، في حين لا يوجد إحصاء دقيق لعددهم.
العالم


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو