كينيا

أقدم مسلحون في مدينة مومباسا الساحلية في كينيا يوم الثلاثاء، 10 حزيران/يونيو، على قتل محمد ادريس بالرصاص وهو إمام ذو نفوذ ومعتدل عُرف بتصريحاته المضادة لحركة الشباب وللفكر المتطرف.


وذكر قائد شرطة مومباسا، روبرت كيتور، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ادريس الذي كان يبلغ من العمر 64 سنة وكان رئيس مجلس الأئمة والواعظين في كينيا، أصيب بالرصاص في معدته قبل الفجر بقليل فيما كان متوجهاً لأداء صلاة الفجر.

وقال مفوض مقاطعة مومباسا، نلسن مروا، إن إطلاق النار حصل على يد مسلحين مجهولي الهوية كانوا يستقلون دراجة نارية.

وأوضح مروا "أصابوه في المعدة وأُعلن عن وفاته في المستشفى. مثّل ركيزة لوحدة شعبنا وترك فراغاً كبيراً".

أما قائد قسم التحقيقات الجنائية في مقاطعة مومباسا، هنري أونديك، فقال لصباحي إن قسمه "يتعامل مع مقتل الشيخ على أنه عملية اغتيال". وأضاف ان الشرطة ترجّح أن العملية نُفذت على يد أشخاص يعرفونه وتبعوه حتى وصل إلى المسجد.

يُذكر أن ادريس كان يعظ المصلين معلناً أن تفسيرات الجهاد المتطرفة خاطئة وأن الإسلام هو دين سلمي لا يحرّض على العنف. وكان أيضاً قد طالب الحكومة باعتقال كبار مموّلي الشباب والواعظين المتطرفين في الحركة.

ولإدريس أربع زوجات و25 ولداً.

في هذا السياق، استنكر نائب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا، الحاج عبدالله كيبتونوي، عملية الاغتيال.

وقال لصباحي "كان شخصاً متواضعاً نبذ العنف وحذّر المسلمين من كل أشكال التطرف في دينهم".

وتابع قائلاً "كانت عظات ادريس تنتقد تشويه بعض الشبان والواعظين المتطرفين للإسلام"، مرجحاً أن تكون تعاليم ادريس المضادة للتطرف قد أغضبت المتطرفين، لا سيما بعد أن رفض الرسائل المتعصبة التي أُطلقت العام الماضي في مسجد المجاهدين (الذي كان يُعرف بمسجد سكينة.

وأضاف كيبتونوي، "على الحكومة إلقاء القبض على قاتليه وجعلهم يمثلون أمام القضاء ذلك أن ادريس كان يعبّر عن معارضته للمتطرفين المجاهدين".

من جهته، تكلم الرئيس الكيني أهورو كينياتا خلال مؤتمر باموجا في نيروبي يوم الثلاثاء وطلب من كل الحاضرين الوقوف دقيقة صمت على روح الإمام.

وقال رئيس الوزراء السابق رايلا أودينغا عبر موقع تويتر إنه "حزين جداً بسبب عملية الاغتيال المروعة التي حصلت" وإنه في طريقه لحضور مراسم تشييع الإمام.

وذكر زعيم الأكثرية والنائب عن دائرة غاريسا، آدن دوالي، عبر تويتر "ندين عملية قتل الشيخ ادريس الشنيعة […] يجب أن يتم القبض على قاتليه".
نزاعات على السلطة في مساجد مومباسا

كان ادريس رئيس مسجد سكينة (الذي تغيّر اسمه مؤخراً إلى مسجد المجاهدين) الواقع في حي ماجنغو في مومباسا حتى كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وذلك بعد أن تولى شبان متطرفون السيطرة على المسجد.

وفي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر، داهمت مجموعة من الشبان مسجد سكينة وطردوا ادريس منه وألقوا خطبة الجمعة بأنفسهم قبل التشتت عند وصول الشرطة. وبعد بضعة أيام أقال أمناء المسجد ادريس من منصبه وعيّنوا محله "إماماً محايداً".

وأوضخ شهيد شيخ، رئيس اتحاد المسلمين في مومباسا وكان من أعضاء مجلس الأمناء، إن ادريس كان في ذلك الوقت "شخصاً غير مرغوب فيه في الهيئة".

وخلال نفس الأسبوع، حاول أيضاً شبان متطرفون اشتُبه بأنهم من أتباع عبود روغو محمد الذي قُتل في عملية اغتيال، السيطرة على عدد من المساجد الأخرى في منطقة مومباسا بما في ذلك مساجد عمر ابن الخطاب وليواتوني ومباروك.

وكان ادريس قد ذكر أن قرار إقالته كان بمثابة حجة تخفي مخططاً أوسع نطاقاً تنفذها "قوى مجهولة".

وأوضح ادريس لصباحي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، "ثمة قوى وراء كل نزاع أو قضية ما. وبحسب فرضيتنا البسيطة، إن بعض رجال الدين يوجهون جدول الأعمال هذا. ويتم ببساطة استغلال الشبان".

وأضاف "أعتقد أنه من الممكن أن يكون موقفنا ضد الشبان المتطرفين ومع الحل السلمي لمعالجة المشاكل قد دفع بعض الزعماء الدينيين إلى المسار الخاطئ".
آخر ضحية في سلسلة إغتيالات رجال الدين

ومقتل ادريس يُعد آخر عملية اغتيال يتعرض لها الزعماء الدينيون المسلمون في المدينة، مع أن العمليات السابقة طالت زعماء متطرفين اتُهموا بدعم حركة الشباب.

ففي نيسان/أبريل، قُتل prominent رجل الدين المتشدد المعروف بأبو بكر شريف أحمد الذي كان يُعتبر منافساً لادريس بإطلاق رصاص. وكان أحمد الذي عُرف باسم ماكابوري، من مؤيدي أسامة بن لادن وقد اعتبر الهجوم الذي نفذته الشباب على مركز وستغيت للتسوق العام الماضي بأنه "مبرر مائة في المائة".

كذلك في آب/أغسطس 2012، قُتل الواعظ المتشدد عبود روغو محمد بالرصاص أيضاً، فيما لقي خَلَفه الشيخ إبراهيم اسماعيل المصير نفسه على طريق بالقرب من مومباسا في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.

وقد أدت عمليات إطلاق النار على رجال الدين إلى أعمال شغب عنيفة في مومباسا، وطالب شقيق ادريس، علي، المواطنين بالأمتناع عن النزول إلى الشارع للتظاهر.

وقال "ندعو إلى الهدوء...لن ننفذ أي عمليات انتقامية. مصير القاتلين سيكون في يد الله".

من جانبه، أدان الشيخ جمعة نغاو، رئيس المجلس الاستشاري الوطني للمسلمين في كينيا، مقتل ادريس معتبراً أن قضية مقتل رجال الدين التي لم تحل بعد تشجع القاتلين على ارتكاب مزيد من الجرائم.

وأوضح لصباحي "على الحكومة حل مسألة عمليات اغتيال رجال الدين وأي أشخاص آخرين لمحاكمة مرتكبيها. ويعتبر ذوي النوايا السيئة أنه يستطيعون الهرب من العقاب. وكانت الحكومة قد شكلت سابقة سيئة من خلال عدم التحقيق مع قاتلي عبود روغو وماكابوري والقبض عليهم".

ولكن أكد نغاو على أنه لا يجب أن يخاف رجال الدين من استنكار التطرف والعنف.

وأضاف "لا نعرف ما إذا كان الشيخ ادريس قد اغتيل لموقفه ضد تشويه الدين لتلبية مصالح مخفية. ولكن بغض النظر عن ذلك، يجب أن يكون كل رجال الدين متحدين في الترويج للتعايش السلمي بين جميع الطوائف".
صوت العقل

في هذا السياق، قال جامع عبد الله عبدي، 30 عاماً وهو من سكان حي ماجنغو في مومباسا، في حديث لصباحي أن ادريس سيُفتقد لعظاته الواقعية.

وأوضح "أدان العنف وواجه علناً الأشخاص الذين يقدمون على الأعمال الإجرامية تحت شعار الدين الإسلامي".

وتابع عبدي قائلاً "كان من أكثر رجال الدين إنسانية وبساطة وتواضعاً الذين أصغيت إليهم في مومباسا"، مضيفاً أن إدريس لم يعظ طوال أشهر عديدة بعد سلسلة المحاولات التي قام بها الشبان للسيطرة على المساجد.

من جهته، رجّح جامع حسن، 41 عاماً وهو بائع ساعات في مومباسا، أن يكون ادريس قد اغتيل على يد شبان متطرفين معارضين لمقاربته المعتدلة للإسلام.

وقال حسن "هل تذكرون عندما تجمع الشبان في مسجد سكينة العام الماضي؟ وصف إدريس تجمعهم بأنه اتفاق على الجهاد وطلب من الشرطة التعامل معهم على هذا الأساس. على الأرجح أنهم كانوا غير راضين عن موقفه وقرر أحدهم القضاء عليه بما أنهم اعتبروا أن ادريس خان قضيتهم".

وأضاف "فقد المسلمون رجل دين عظيم، رجل حكيم يمثّل صوت العقل ويقف ضد الجهاديين".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو