أعلنت قيادة حركة النهضة الإسلامية في تونس، الخميس، عن قرارها عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وأكد قادة الحركة خلال ندوة صحافية كونهم مع مقترح تقديم مرشح توافقي يحظى بدعم أكثر الأحزاب لرئاسة تونس في الفترة القادمة.
وبذلك ارتأت الحركة النأي بنفسها عن الصراع حول "قصر قرطاج"، ما جعل جلّ الأحزاب تخطب ودّ النهضويين لدعم مرشحها للرئاسة. يُذكر أن الساحة التونسية بدأت تعيش صراعاً حول الرئاسة، من ذلك أن عدة شخصيات هامة أعلنت عزمها الترشح للرئاسيات القادمة، على غرار رئيس "ندا تونس" الباجي قائد السبسي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفي بن جعفر، والرئيس الحالي المنصف المرزوقي. تجدر الإشارة إلى أن آخر استطلاعات الرأي أعطت تقدماً واضحاً للسبسي للفوز بالدورة الأولى، يليه الرئيس الحالي المرزوقي. وتعليقاً على أسباب موقف النهضة بعدم تقديم مرشح عنها للانتخابات الرئاسية القادمة والتي من المرجح أن تتم خلال شهر نوفمبر المقبل، قال عبدالحميد الجلاصي، المنسق العام، اليوم خلال الندوة: "نحن في فترة بناء ديمقراطي والسنوات الخمس المقبلة ستكون صعبة لأسباب عديدة، وهذا يتطلب رؤية ووحدة وطنية لكسب الرهان".
"النهضة" تبحث عن حكم تشاركي
وفي بيان وقعه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أرجعت الحركة خيارها عدم الترشح للرئاسة القادمة بكونه ينبع من حرصها "على المساهمة في حماية المسار الديمقراطي وتوفير المناخ المناسب لمواجهة التحديات الكبرى التي تعترض بلادنا حاضراً ومستقبلاً في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل تأمين تجربتنا الديمقراطية الناشئة من المخاطر التي تهددها وعلى رأسها آفة الإرهاب، وحتى نقطع مع عودة الاستبداد والفساد، من أجل كل ذلك تتقدم حركة النهضة بمقترح التوافق على مرشح رئاسي ضمن أفق مشروع وطني يقوم على مبدأ التشاركية في الحكم من خلال بناء قاعدة وسطية واسعة للحكم في إطار حكومة وحدة وطنية تواصل الإصلاحات الكبرى التي تنتظرها بلادنا وتضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي وتجنب بلادنا الاستقطاب والفوضى". ومن خلال اختيارها عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فإن حركة النهضة اختارت الظهور بمظهر الحزب الذي يبحث عن "الوفاق الوطني"، وهو ما صرّح به المحلل السياسي عادل الشاوش لـ"العربية نت"، وقال إن الإسلاميين في تونس ومن خلال تجربتهم في الحكم سواء في تونس أو مصر فهموا أن دمجهم في الحياة السياسية يفترض تخلّيهم عن عقلية الهيمنة على كل مؤسسات الدولة، وهو الفخ الذي سقط فيه إخوان مصر، وذلك لصالح اختيار المشاركة والوفاق الوطني. وأضاف الشاوش أن الشخصية التي ستساندها "النهضة" ستكون لها حظوظ وافرة أكثر من غيرها للفوز بالرئاسة، مشيراً الى أن نتائج الانتخابات البرلمانية، التي ستسبق الرئاسية، ستحدد اختيارات الإسلاميين وكذلك طبيعة تحالفاتهم. وفي هذا السياق لم يستبعد الشاوش حصول تقارب وصفه بـ"التاريخي والحضاري" بين الإسلاميين والتيار الدستوري سواء داخل "نداء تونس" - ممثلاً في السبسي - أو مع الشخصيات والتنظيمات الدستورية الأخرى، مثل حزب "المبادرة" الذي يتزعمه وزير الخارجية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كمال مرجان.
العربية نت