تسربت أنباء عن دخول عناصر مما يعرف بـ "داعش" إلى تونس، مستغلين الفوضى الأمنية على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا، وذلك في ظل هشاشة الوضع الأمني وتنامي سطوة الجماعات التكفيرية المسلحة.
وعلى الرغم من اعتراف الأخصائيين في قضايا الإرهاب بأن أداء حكومة مهدي جمعة في مكافحة الجماعات المسلحة أفضل بكثير من حكومة حركة النهضة السابقة، إلا أنهم ما انفكوا يحذرون من أن "الوضع الأمني دقيق جدا والإرهاب يعيش بيننا"، مؤكدين أن تونس تحولت خلال فترة حكم حركة النهضة إلى مفرخة للإرهابيين نتيجة التسامح الكبير الذي أبدته الحركة بزعامة رئيسها راشد الغنوشي تجاه مختلف الجماعات السلفية.
وبرأي عضو المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل فريد الباجي وهو أحد الزيتونيين المعادين لجماعات الإسلام السياسي، فإن سياسة التسامح التي انتهجتها النهضة تجاه الجماعات السلفية قادت إلى تنامي التكفيريين وشبكات تجنيد شباب للتوجه إلى سوريا والقتال إلى جانب داعش.
ولم يتردد الباجي الذي يقود معركة شرسة ضد حركة النهضة في تحميل الحركة التي حكمت البلاد حوالي ثلاث سنوات "المسؤولية كاملة" في انتشار ظاهرة الإرهاب.
وفي غياب إحصائيات دقيقة، تقدر التقارير الأمنية والإعلامية عدد المقاتلين من أنصار داعش في تونس بـ1150 مقاتل بينما يفوق عددهم 2500 مقاتل في ليبيا، على أن عددهم متحرك نظرا لكونهم يتنقلون بين تونس وليبيا مستفيدين من حالة الفوضى التي يشهدها الشريط الحدودي للبلدين.
وفق التسريبات فقد هدد مقاتلو "داعش" بالاستيلاء على المعابر بين تونس وليبيا وخاصة معبري رأس جدير ووازن وهما معبران يعدان شريان الحركة الاقتصادية بين البلدين.
كما أفادت التسريبات أن أبو عياض أمير ما يسمى بجماعة أنصار الشريعة المتشددة والمتواجد في ليبيا يسعى إلى استنساخ تجربة داعش في تونس وفي بلدان المغرب العربي، غير أنه يواجه معارضة شرسة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الجزائري أبو مصعب عبد الودود الملقب بـ"درودكال".
وأمام المعارضة التي يواجهها من ما يسمى بـ أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يراهن أبو عياض على أنصاره الدين قاتلوا إلى جانب "داعش" في سوريا وعادوا إلى تونس، كما يراهن على الليبيين في التمهيد لحرب عصابات يقودها بنفسه في تونس.
العالم