تحادث رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، عشية الخميس، على هامش مشاركته في القمة العادية الثالثة والعشرين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة بقصر المؤتمرات في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، مع الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال.
وبحسب وكالة تونس إفريقيا للأنباء واستنادا إلى ما قالت إنه مصدر رسمي من الوفد المرافق للرئيس التونسي منصف المرزوقي، فقد تناول اللقاء "واقع العلاقات الثنائية وآليات تطويرها في كافة المجالات"، خاصة في المقام الأول "تأكيد الجانبين على أهمية تعزيز التعاون في المجال الأمني في هذه المرحلة الحرجة"، وذلك من منطلق الوعي المشترك بأن "أمن تونس هو من أمن الجزائر". من جهته، صرح الوزير الأول الجزائري بأنه تم التأكيد خلال اللقاء "على تعميق التنسيق بين تونس والجزائر بخصوص الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء وليبيا، بهدف التصدي لتهديد الجماعات الإرهابية والحد من خطورتها". واستنادا إلى تصريح منسوب للوزير الأول الجزائري نقلته وكالة تونس الرسمية للأنباء، فإن الوزير سلال قال "إن دول الجوار مطالبة بمساعدة ليبيا على تجاوز الصعوبات الأمنية التي تمر بها". ويعد هذا اللقاء هاما وتأكيدا على التنسيق العضوي بين تونس والجزائر، وهو ما أكد عليه رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته الأخيرة للجزائر، كما أنه مثل فرصة لتكذيب التسريبات التي تتحدث عن وجود "برودة" بين الرئيس التونسي والسلطات الجزائرية.
التنسيق الأمني أولاً
كما يأتي اللقاء بعد ساعات من قمة رئاسية جزائرية مصرية تناولت بالخصوص تطورات الوضع الأمني في المنطقة وحالة عدم الاستقرار التي تعرفها ليبيا، والاتفاق على رفع درجات التنسيق لمحاصرة نشاطات الجماعات الدينية المتشددة التي تهدد أمن المنطقة. وتعليقا على هذا اللقاء، أكد المحلل السياسي منذر ثابت لـ"العربية.نت" أنه يعد هاما، خاصة بعد زيارة ملك المغرب الأخيرة لتونس، والتي جاءت بدعوة من الرئيس المرزوقي، والتي اعتبرت من قبل الجزائريين "استفزازية"، خاصة من حيث الشكل. ويضيف ثابت أن اللقاء لا يمكن أن يفهم على أنه روتيني أو "بروتوكولي"، إذ تعودنا عادة أن تعقد على هامش القمم العربية والإفريقية لقاءات بين دول الجوار، بل إنه وبالنظر إلى الحركية التي تشهدها المنطقة يمكن أن يكون بمثابة طمأنة من الجزائر لتونس، بعد قيام محور معلن بين الجزائر والقاهرة. ويرى ثابت أن الجزائر لا يمكن أن تضحي بعلاقاتها مع تونس، خاصة التنسيق الأمني، وأن هناك العديد من المعطيات تفيد بأن خلايا من داعش قد تكون تمركزت في ليبيا، وأنها تعد العدة لضربات في تونس والجزائر كما أن تأكيد الطرف الجزائري على الملف الأمني يفهمه أيضا على أنه تحميل للسلطات التونسية لحساسيته وضرورة اليقظة، خاصة أن تنظيم داعش يضم في صفوفه عددا هاما من التونسيين.
العربية نت