حذرت حركة النهضة الجزائرية مما سمتها "عواقب وخيمة" على مصر في حالة الاستمرار ببناء الجدار الفولاذي على حدودها مع قطاع غزة.
ودعت الحركة الدولَ العربية والإسلامية لقطع علاقاتها مع مصر، إذا ما أصرت على تشييد الجدار. ورأى حزب حركة النهضة (إسلامي معارض) في بيان أن تبعات الجدار "ستكون وخيمة على مصر قبل أهل غزة".وأكد الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي أن الدعوة لمقاطعة مصر إذا استمرت في بناء الجدار، هدفها الضغط على القاهرة من أجل العدول عن ذلك. وقال للجزيرة نت إن "دعوتنا للشقيقة مصر بالعدول عن بناء الجدار، إنما ينطلق من حبنا وإشفاقنا عليها".
كما قال "نرجو من الإخوة في مصر أن يرفعوا عنا حرج مطالبتنا مقاطعة دولة عربية وشقيقة". واستغرب الأمين العام للحزب إصرار القاهرة على المضي بإنشاء الجدار، وقال "في الوقت الذي تحاصر فيه إسرائيل غزة من كل الجهات، تنضم إليها مصر في محاصرة قطاع ليس له إلا حدود مصر ليتنفس منها". وأضاف "لم تكتف مصر الرسمية بإحكام قبضتها على معبر رفح الحدودي، وإنما تبني جدارا تحت الأرض من أجل قطع شريان الحياة الوحيد للغزيين".
ورحب القيادي بالحزب بالموقف التركي تجاه القضية، وقارن بينه وبين الموقف المصري قائلا "تمنينا لو كان الموقف المصري في حده الأدنى مشابها للموقف التركي من الحصار المفروض على غزة". وأشاد ربيعي في حديثه للجزيرة نت، بالفعاليات المصرية التي نددت بقرار الحكومة ببناء الجدار، وقال "نعلم أن أغلبية الشعب المصري ضد بناء الجدار، وبرز ذلك في العديد من الفعاليات".
أزمة مباراة
وعما إذا كانت الأزمة الأخيرة بين مصر والجزائر قد تؤثر على مصداقية دعوة الحزب، قال ربيعي "إننا أكبر من أن يؤثر على مواقفنا جلد منفوخ، كان سببا سخيفا لافتعال أزمة بين دولتين وشعبين شقيقين" بحسب تعبيره.لكن المحلل السياسي الدكتور إسماعيل معراف اعتبر دعوة حركة النهضة "صرخة في واد" واستبعد أن يُستجاب لها على الصعيدين العربي والإسلامي.وقال للجزيرة نت إن "المؤسسات العربية تتواجد مقراتها بالقاهرة، ومصر تمتلك عدة أوراق ضغط على الدول العربية والإسلامية، لذلك من المستبعد أن يُستجاب لها في المرحلة الحالية".
كما قال إن "18 دولة عربية تقيم علاقات رسمية وغير رسمية مع إسرائيل، وكل الأنظمة العربية لها ارتباطات مع الولايات المتحدة، ومصر هي حليف إستراتيجي للقوتين، بما يجعل من سلوكيات العرب تجاه القاهرة يتسم بالمهادنة".لكنه بالمقابل رأى إمكانية تفعيل تلك الدعوة على الصعيد النقابي والشعبي. وربط معراف بين دعوة حركة النهضة وانتقادات حزب الله اللبناني للقاهرة، وقال إن "من شأن خطوات كهذه أن يعطي للمسالة بُعدا دينيا". وتعليقا على ذلك, قال الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي إنه "شرف لنا أن نجعل من الدين منطلقا لمواقفنا".