قال رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي، إن الرئيس السوداني عمر البشير يعتقد أن الاستمرار في السلطة أفضل حماية له من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية، وأكد أن استمراره في السلطة يشل البلاد اقتصادياً ويحرمها من عدة اتفاقات مفيدة.
وأوضح المهدي خلال كلمته في المنتدى العالمي للوسطية بعمان مساء الإثنين، أن بقاء البشير في السلطة يحول دون إعفاء الدين الخارجي للسودان الذي قدر بنحو 44 مليار دولار بموجب مشروع إعفاء ديون الدول المديونية.
وأضاف أن استمرار الرئيس السوداني في السلطة يحرم الخرطوم من اتفاق بشأن رفع العقوبات التي تكلف السودان 745 مليون دولار سنوياً، واتفاق بخصوص فك تجميد 350 مليون دولار مستحقة للسودان بموجب اتفاقية كوتنو.
وقال "إن خروجه من الحكم يعرضه للاعتقال واستمراره يشل البلاد اقتصادياً"، وتابع "علاجنا للموضوع هو أنه إذا اتفقت الحركة السياسية السودانية على معادلة حول المساءلة فإن مجلس الأمن على استعداد أن يوافق عليها ولكن الحركة السياسية لا يمكن أن تتفق إلا على أساس قيام نظام جديد وأهل التمكين في النظام يمتنعون".
وأشار إلى أن السلطة في السودان تواجه مشاكل عميقة، أبرزها إهمال النظام وسائل الإنتاج المعهودة بعد أن اعتمد منذ العام 2000 على إيرادات البترول وتوسع في الصرف بصورة "ورمية" ولم يحتط لانفصال الجنوب في 2011 ما أدخله مأزق اقتصادي كبير.
وتشير "سودان تربيون" إلى تعثر مبادرة حوار اطلقها الرئيس عمر البشير في يناير الفائت، بعد أن اعتقلت السلطات الأمنية زعيمي حزب الأمة القومي، والمؤتمر السوداني "إبراهيم الشيخ"، فضلا عن حملة اعتقالات طالت ناشطين ومصادرة وإغلاق عدة صحف.
ورأى المهدي أن الأسرة الدولية شريكة في الشأن السوداني بموجب (61) قرار مجلس أمن أغلبها بموجب الفصل السابع، كما أن بالسودان أكثر من 30 ألف جندي دولي وأفريقي، ويعتمد جزء كبير من البلاد على أغاثات إنسانية أكثرها دولية.
ومضى قائلا إن النظام الحاكم في السودان نظام ذو مرجعية أخوانية ولكنه اتخذ نهجاً برجماتياً جعله يفرغ كثيراً من شعاراته للمحافظة على السلطة لا سيما عندما أبرم اتفاقية 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأضاف رئيس حزب الأمة القومي أن الشعارات الإسلامية المفرغة عن كثير من محتواها أدت إلى ردود فعل متطرفة في اليمين "حركات تكفيرية بعضها متصل بالقاعدة، وبعضها متطرف ببرامج سودانية؛ وفي اليسار برزت اتجاهات علمانية لنفي الدور السياسي للإسلام، وأفريقيانية لنفي الانتماء العربي".
وأكد أن السودان اليوم مسرح حركات تطرف إسلامية وعلمانية وعربية وأفريقانية، ويصحب هذا التطرف اقتتال على أكثر من جبهة هي حروب هوية تحيط النظام بجبهات اقتتال لا قبل له بها.
سودان تريبون