وصل الرئيس السوداني عمر البشير على رأس وفد رسمي رفيع المستوى إلى الدوحة في إطار زيارة عمل تستغرق يومين ناقش فيها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القضايا الإقليمية الحالية، مع التركيز على العلاقات الثنائية المشتركة.
وأقيمت لضيف الدوحة مأدبة إفطار رسمية شارك فيها عدد من المسؤولين من البلدين تخللتها نقاشات عدة حول مواضيع مشتركة. وكشف السفير حسين محمد حسين نائب رئيس البعثة السودانية في الدوحة في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس عمر البشير إلى الدوحة هي محطة مهمة لتفعيل مسار الشراكة التي تجمع بلاده مع قطر والتي تجسد الرغبة المشتركة للقيادة لتجسيد الاتفاقات التي تم التوصل إليها على أرض الواقع.
وقال أن تاريخ الزيارة يكتسب أهميته من التفاهمات التي تم تحقيقها وهي فرصة أخرى لتعزيز هذه العلاقات وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف السفير حسين أن زيارة الرئيس السوداني تأتي في إطار التنسيق المتواصل والمستمر بين الدوحة والخرطوم حول كافة المواضيع والقضايا الحساسة التي تشهدها المنطقة.
ويغادر الرئيس البشير الدوحة صباح اليوم الأربعاء في ختام زيارة عمل. وتعد العلاقات القطرية السودانية من أفضل العلاقات العربية/ العربية، لتميزها بالشراكة والاستقرار لسنوات طويلة بفضل الرؤية الواضحة لدى قيادة البلدين بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
ولعبت دولة قطر دوراً مهماً في مساعدة أبناء النيلين على تحقيق الاستقرار والسلام في السودان، لتمتعها باحترام كافة الأطراف والفاعلين المحليين، فهي التي ترعى الملف السياسي السوداني الأهم من خلال قيادتها للوساطة الدولية في ملف دارفور لأكثر من ست سنوات.
ورعت الدوحة محادثات السلام بشأن دارفور حتى توقيع وثيقة الحل النهائي التي تستند على خطة تنمية اقتصادية واجتماعية تنفذ على الأرض لتثبيت عملية السلام. ويقود تحالف مجموعة جمعيات خيرية قطرية جهودا لإعادة الاعمار في مناطق سودانية عدة المتضررة من النزاع أو نتيجة الكوارث الطبيعية حيث قادت جسرا جويا لفك الخناق عن المنكوبين.
وتحتل دولة قطر المركز السادس عالمياً والخامس عربياً في قائمة الدول المستثمرة في السودان، بقيمة استثمارات تبلغ أربعة مليارات دولار، وهذا في مجالات متنوعة كالزراعة والثروة الحيوانية والمصارف والعقارات وغيرها. كما تستثمر الدوحة ما يقرب من نصف مليار دولار في مشروع مشيرب السكني الذي يضم خمسمائة وحدة سكنية على ضفاف النيل الأزرق بالعاصمة الخرطوم.
وتقوم شركة مواشي القطرية بالاستثمار في قطاع تربية المواشي واللحوم لتلبية احتياجات السوق القطري، كما تقود شركة حصاد الغذائية خططا للتوسع في عملياتها من خلال زراعة مساحات واسعة من الأراضي وإنتاج الحبوب والعلف. وتقوم الشركة بالتخطيط لتنفيذ أكبر مشروع زراعي في ولاية نهر النيل. أما في مجال وقامت قطر بتخصيص مبلغ مائة وخمسين مليون دولار لتأهيل المتحف القومي للآثار إضافة إلى بعض المناطق الأثرية في شمال السودان في كل من نوري ومروي.
القدس العربي