القاهرة : في مقابلة خاصة مع برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم بمناسبة حلول العام الجديد ، خرج الإعلامي المصري الكبير عماد الدين أديب بتصريحات مثيرة حول عدة قضايا داخلية وعربية كان من أبرزها إعرابه عن قلقه إزاء الأوضاع في مصر في 2010 .
ففي رده على سؤال عن أمنياته للعام الجديد ، فاجأ أديب الجميع بإجابة غريبة حذر خلالها أكثر من مرة ، قائلا :" أنا خائف على مصر وعلى الرئيس مبارك في 2010 ".
ورغم أنه لم يوضح المقصود من هذا التحذير ، إلا أنه استطرد قائلا :" أشعر أن مصر ستدفع ثمن الأخطاء المتكررة في إدارة أزماتها في العام الجديد ".
وفيما يتعلق برؤيته لكيفية التعامل مع النظام السياسي في ظل هذا الفشل الذريع في إدارة الأزمات ، قال أديب :" هناك 3 خيارات هي : تغيير النظام من الداخل ، أو عبر الصدام من الخارج ، أو من خلال الحوار ، وأنا شخصيا أفضل الحوار لأنه لا توجد عندنا الآليات الديمقراطية كما في الغرب لتغيير النظام من الداخل كما أننا لن ندعم الحركات التي تعمل تحت الأرض لتغييره من الخارج وبالتالي فإنه لابديل عن الحوار ".
وفي تعقيبه على سؤال لأحد المشاهدين حول المقصود بالنظام وهل هو الرئيس مبارك أم الحكومة والمحيطين بالرئيس ، جاء رد أديب ليفرق بين شخص الرئيس وبقية أركان النظام ، حيث أجاب قائلا :" الرئيس مبارك معروف عنه التسامح السياسي والتاريخ الوطني وفي حال نجح المثقفون في استقطاب الرئيس لصفهم فيما يتعلق بالقضايا التي تشغل الرأي العام ، فإن هذا يكون خطوة جيدة باتجاه تصحيح الخلل في إدارة الأزمات ".
وواصل حديثه عن الرئيس مبارك قائلا :" إنه يعتبر أفضل رئيس تولى قيادة مصر منذ عهد محمد على باشا لأنه يحمل على عاتقه مسئولية أخطاء وتقصير الجهاز الإدارى فى بلاده ، ما أقوله حقيقة فعلية وليست مجاملة ".
وأضاف أن الرئيس مبارك منذ توليه المنصب عام 1981 يلعب دورا بالغ الأهمية وثقيل الوزن ، محذرا من أنه في حالة خلو المنصب الرئاسي بشكل طبيعى أو غير طبيعى فإن الشعب سيكون غير مهيأ للتعامل مع هذا الوضع.
وكشف عن بعض من ملامح شخصية الرئيس مبارك ، قائلا :" إنه رجل لا يحمل فى قلبه ضغينة لأحد وذلك للذي يعرفه كإنسان ".
وبالنسبة للشأن العربي وخاصة الفلسطيني ، شن أديب هجوما على حركة حماس وإيران ، قائلا :" أنا ضد حماس ومع الشعب الفلسطيني ومستعد للتضحية بأي شيء لنصرة هذا الشعب ولكنني ضد حماس على طول الخط ، فهي تتلق 60 بالمائة من الدعم الخارجي من إيران".
وهنا قاطعه الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية ، حيث أكد أنه يدعم الخط المقاوم ، قائلا :" يجب أن نشكر إيران على أنها تدعم مقاومة حماس وليس السلطة الفلسطينية التي تتلقى دعما من إسرائيل وأمريكا للقضاء على المقاومة ".
وعلق أديب " لي رؤيتي وللدكتور عبد الله الأشعل رؤيته ويجب احترام الرؤيتين وقد يكون هو على صواب وأنا على خطأ أو العكس ، أما بالنسبة لقولك إنني أعمل كمستشار إعلامي للرئاسة ، فإنه إذا كان هناك شخصا مثلي يوجه كل هذا النقد للحكومة واختارته الرئاسة مستشارا إعلاميا فتلك نقطة لصالحها " ، إلا أنه لم ينف أو يؤكد صراحة هذا الأمر .
وأخيرا بالنسبة للجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع غزة ، شدد أديب على أمن مصر أولا وأخيرا ، قائلا :" أمن مصر أولا وبعد ذلك يتم النظر للموضوعات الأخرى ، فبناء الجدار لا يؤثر على دعم مصر للشعب الفسطيني ".