قال عناصر شرطة تنظيم المرور الصومالية إنهم مستعدون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم بعد أن أصدرت حركة الشباب تهديدات ضدهم وقتلت على الأقل أربعة من زملائهم منذ بداية شهر رمضان
وقال قائد شرطة المرور الجنرال علي هيرسي باري لصباحي "لم نتوقع أن يتم استهداف شرطة المرور لأنهم يقدمون خدمة للشعب الصومالي ويعملون على ضبط حركة المرور لئلا تقع الحوادث التي تتسبب بالمشاكل".
وأضاف باري "نستعد لتسليح أنفسنا حتى نتمكن من مواصلة أداء واجباتنا. وسنحمي أنفسنا من الاعتداءات التي يشنها علينا المتمردون".
وقد قتل عنصران من شرطة المرور خلال أداء الواجب عند شارع مكة المكرمة مع بداية شهر رمضان، وقتل آخر وجرح عنصر في 4 تموز/يوليو عند تقاطع همار جاجاب المزدحم، وقتل آخر بعد يومين في مقاطعة يقشيد.
وهددت حركة الشباب بمواصلة قتل عناصر شرطة المرور إذا رأتهم على الطرقات.
وكان المتحدث باسم الشباب، شيخ علي محمود راجي، قد أعلن في 5 تموز/يوليو أنه "لوقت طويل أبقينا عناصر شرطة المرور بعيدا عن هجماتنا، لكننا سنستهدفهم بدءا من الآن لأنهم كالجيش يخدمون العدو"، وفقا لما أورده موقع هيران أونلاين.
وفي اليوم ذاته، قدم باري طلبا للحكومة الفيدرالية لتسليح شرطة المرور وتدريب عناصرها، وتعيين عناصر من الشرطة الوطنية الصومالية لحماية أفرادها إلى حين يتم إقرار الطلب.
وأضاف باري "سمعت ما زعمته [الشباب] بأنها ستستهدف شرطة المرور لأنهم يفتشون السيارات ويتحققون من أوراق السائقين، لكن ذلك واجبنا كحكومة ولن نتوقف".
وقال لصباحي يوم الاثنين، 14 تموز/يناير، إن طلب تسليح الشرطة لا يزال معلقا، وستواصل الشرطة الوطنية بتوفير الأمن والحماية لهم.
وحين سئل إذا كانت الخطة ستكلف الحكومة كثيرا في مدينة مقديشو، قال باري إن الحكومة الفيدرالية ستدفع مقابل الانتشار الإضافي لرجال الأمن.
ويمكن حاليا رؤية شرطة المرور على طول طرقات مقديشو وهم تحت حماية الشرطة الصومالية المسلحة. وتم تعزيز التواجد الأمني في مقرات شرطة المرور بمنطقة شانغاني بمقديشو حيث انتشر عناصر أمن مسحلون.
وأشار باري إلى أن القوات الأمنية الصومالية اعتقلت مشتبها به على علاقة بعمليات القتل الأخيرة وأنه اعترف بارتكاب الجريمة ولا تزال الشرطة تقوم باستجوابه.
"إننا مصممون"
وقال عبد القادر عبد الله شيخ علي، ويبلغ 28 عاما وهو عريف في شرطة المرور، إنه على الرغم من الحزن الذي يشعرون به نتيجة خسارة زملائهم، فإن تلك الاعتداءات لن تثنيهم عن عملهم.
وأوضح لصباحي "نأتي للعمل كل يوم كالمعتاد. وما من أحد منا يشعر بالخوف، لكننا متنبهين من الاعتداءات التي قد تستهدفنا. وإننا مصممون للعمل لشعبنا أيا كان الوضع الذي سيطرأ".
وفي حين أن بعض السائقين والسكان في مقديشو يدعمون تسليح شرطة المرور، يرى آخرون أن نشر المزيد من الأسلحة في الشارع قد يشكل خطرا على العامة.
وقال محمد عبد القادر، ويبلغ 34 عاما وهو سائق إحدى سيارات النقل العام في العاصمة إنه "قلق جدا من الأسلحة والجنود المنتشرين عند التقاطعات. لقد حذرت حركة الشباب من شن هجمات على شرطة المرور وقد تعهد عناصر الشرطة بأنهم سيدافعون عن أنفسهم، مما سيطرح مشكلة على الناس حينما تقع المواجهة بينهم".
وأضاف "نفضل لو أن عناصر [الشرطة المسلحة] لا ينتشرون على الطرقات أو أن تجد الحكومة حلا آخر لضمان سلامة المرور".
أما ابراهيم غوري، ويبلغ 26 عاما وهو صاحب محل للأدوات العامة ويقود سيارته للعمل يوميا سالكا طريق مكة المكرمة، فرحب بالتصميم الذي أبدته شرطة المرور في مواصلة عملها على الرغم من المخاطر.
وقال لصباحي "أيا كانت الطريقة التي يؤدون بها عملهم، فإن شرطة المرور ضرورية على الطرقات لا سيما في بلد كالصومال حيث المشاكل وغياب القانون سادت الحياة العامة على مدى 20 عاما".
وختم قائلا "إذا لم يستطيعوا إكمال عملهم بلا أسلحة، إذن عليهم أن يتسلحوا حتى يتمكنوا من مواصلة تقديم خدماتهم للناس. [وإلا] فمن سيتحكم بالمرور؟ من سيطبق القانون إذا هربت شرطة المرور خوفا من الشباب؟"
الصباحي