لم يحب الكثير من الجزائريين أن يروا العلم الجزائري في احتفالات 14 يوليو في باريس بمناسبة الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى.
وتجدد الجدل اليوم حول مشاركة عسكريين جزائريين ووزير الطاقة يوسف يوسفي في هذه الاحتفالات. وشارك ثلاثة عسكريين من حملة العلم الجزائري في الاحتفالات، وركزت القنوات الفرنسية التي بثت على المباشر فعاليات الحفل، على الوفد الجزائري والوفد الفيتنامي المشارك، بسبب الجدل السياسي الذي ثار في البلدين بشأن المشاركة في احتفالات، ينظر إليها على أنها تجاوز للماضي الاستعماري الأليم في البلدين. واستدعى البرلمان الجزائري وزير الخارجية الجزائرية لمساءلته عن ظروف ودوافع هذه المشاركة، وطرحت كتلة التكتل الإسلامي مساءلة إلى الوزير رمضان لعمامرة بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم حركة النهضة محمد حديبي لـ"العربية.نت" إن هذه المشاركة ستظل وصمة عار على جبين الدولة الجزائرية فهي محاولة للتطبيع مع العهد الاستعماري. أما المتحدث باسم هيئة الذاكرة ومحاربة الفكر الاستعماري، أحمد لخضر بن سعيد، فتحدث لـ"العربية.نت" قائلا: "إنه من المؤسف أن يمشي في المكان نفسه الحركي من عملاء الاستعمار الفرنسي في الجزائر، جنبا إلى جنب مع جنود الجيش الجزائري الذي يمثل الجزائر المستقلة".
حزازات تاريخية
لكن الحكومة الجزائرية لم تبد أي قلق إزاء المواقف الرافضة للمشاركة في هذه الاحتفالات، واعتبرت وزارة الخارجية أنها بمثابة تكريم واعتراف بشجاعة الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وجد في المناسبة فرصة لإعلان استعداد الجزائر تعزيز علاقاتها مع فرنسا وتجاوز ما وصفها بـ"الحزازات التاريخية". وبعث بوتفليقة برقية تهنئة إلى الرئيس الفرنسي، جاء فيها "منذ زيارة الدولة التي قمتم بها إلى الجزائر، في ديسمبر 2012 تسنى لنا تجنب الحزازات الناجمة عن ماض أليم، من خلال فتح كافة الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعبينا بروح بناءة ستتيح لنا، ولا ريب، توثيق علاقاتنا في سائر المجالات". واعتبر، "أن إقدام فرنسا على تكريم الآلاف من الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، اعتراف بتضحيات الشعب الجزائري وبتمسكه بمثل الحرية التي مكنته من استرجاع استقلاله". وأفاد الرئيس الجزائري، أن هذا الإقرار بتضحيات الشعب الجزائري جاء ليعزز رغبتنا المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين بلدينا تستجيب لمصالحنا المتبادلة ولتطلعات شعبينا. ومازالت العلاقات الجزائرية الفرنسية محاطة بسياج من الحساسية المتصلة بقضايا الذاكرة والتاريخ، بسبب ما يعتبره الجزائريون جرائم الاستعمار الفرنسي. وتطالب أحزاب سياسية وتنظيمات مدنية منذ سنوات فرنسا بالاعتراف الرسمي بهذه الجرائم وتقديم اعتذار وتعويض مادي لصالح الضحايا.
العربية نت