حين أسس جو كاريوكي شركة كاندي أن كاندي للتسجيل الموسيقي والأفلام بمومباسا في نيسان/أبريل من العام 2013، كانت التوقعات حول مستقبل أعماله تبعث الأمل.
وقال كاريوكي لصباحي "خلال شهرين من تأسيس الشركة كنا قد بدأنا بالعمل مع عدد من الموسيقيين وبدأنا بجني الكثير من المال من إنتاج الموسيقى، كما تم تنظيم الحفلات في المنطقة. وافتتحنا ناديين على شاطئ نيالي ودياني".
وأضاف "لكننا اضطررنا إلى إقفال كل ذلك منتصف هذا العام نتيجة انعدام الأمن". وقد تقلصت أعمال كاريوكي بالتدرج حيث تراجعت نسبة المشاركين في الحفلات والعملاء مما جعل من الصعب عليه إكمال أعماله.
وأوضح في حديثه "سرحنا 10 موظفين دائمين كانوا يعملون لدينا [في مومباسا]، وأقفلنا الشركة وانتقلنا إلى نيروبي منذ حزيران/يونيو، لكن حتى هنا، وبسبب التحديات الأمنية، فإن كلفة إجراء الأعمال عالية وتصبح غير قابلة للاستمرار".
ولهذه الأسباب أكد كاريوكي أنه قرر أن يتخذ زمام المبادرة لتغيير الوضع القائم من خلال تنظيم ماراثون وسلسلة حفلات تسعى لنشر التوعية حول مخاطر الإرهاب والتشدد.
وسيقام الماراثون الأكبر لدول شرق أفريقيا في 8 و9 آب/أغسطس في مخيم هيبو بنايفاشا.
وقال "إن الماراثون هو الأول من نوعه في كينيا. وسيتضمن سباقات يليها مناقشات حول كيفية التعاطي مع مشكلة الإرهاب وحفلات يشارك فيها فنانون داعمين لهذه المناسبة".
وقد أكد أكثر من 25 موسيقياً وكوميدياً و300 رياضي من كينيا وتنزانيا وأوغندا مشاركتهم في هذا الحدث.
وقال كاريوكي "سنقدم 2000 ميدالية لكل المشاركين في السباقات وبعض الجوائز المادية للعدائين الخمس الأوائل".
ومن بين الفنانين الذين أكدوا مشاركتهم في الحدث: تشارلز نجاغوا كانيي الملقب بالفهد، وغلوريا ماليرو، وميجا موانجي، ودودي مصطفى الملقب بالكولونيل مصطفى، وأفريل نيامبورا، وبول نوندا الملقب بجوا كالي، ودينيس كاجيا، الملقب بـ دي ان أي، والممثلة بيبي جوزيف ماداها من تنزانيا، والموزع الموسيقي داني كاي، والكوميدي إيريك أوموندي، والموزعين الموسيقيين كايتريكس وكريم دو لا كريم.
التصدي للإرهاب عبر الموسيقى
وسيؤلف بعض الفنانين أغان تتناول رسائل تنهي عن الإرهاب، حسبما ذكر كاريوكي، وستستخدم عائدات التذاكر لإنشاء صندوق لمساعدة ضحايا الإرهاب.
وتابع "نريد أغان تغير الحديث عن الإرهاب بين الشبان".
وأثنى داودي مصطفى من فرقة دو فولتور لموسيقى الراب على المبادرة معتبراً أنها ستشكل دافعاً إضافياً ضد الإرهاب.
وأشار لصباحي إلى أن "الحرب على التشدد والإرهاب بشكل عام كانت ترتكز على استخدام القوة، لكن ذلك لم يجد نفعاً. نعتقد أن كافة فئات المجتمع يجب أن تشارك في ذلك، وإن المبادرات التي تقدم وسائل جديدة في الحرب على الإرهاب هو أحد هذه السبل".
وتابع موضحاً "إن الرتابة في المحاضرات والوعظ تكسرها الموسيقى ونأمل أننا سننجح في التواصل مع الشباب عبر ألحاننا وأن نقنعهم بالابتعاد عن الإرهاب".
وفي تعليق له على الوضع الأمني العام في البلاد رأى كاريوكي أن أجهزة الأمن الكينية فشلت في إتمام مهامها وإيجاد حلول طويلة الأمد للإرهاب.
وأضاف "إن المؤتمنين على حماية البلد فشلوا وهم يتراشقون التهم بدلاً من معالجة غياب الأمن. إن ذلك جعل المواطنين يفقدون الأمل بقدرتهم على فرض الأمن في البلاد. وحتى وإن كنا نقيم فعاليات كهذه لمساعدة الناس على التمسك بإيمانهم بالنظام، فإننا نحث قوات الشرطة على تحسين أدائها".
منصة لتعزيز الوحدة
وفي هذا الإطار قالت مديرة كاندي أن كاندي بربرا ماكانجا إن الهدف من الفعالية توفير منصة للعامة من الناس ليضعوا استراتيجيتهم الخاصة لمحاربة الإرهاب.
وأضافت "سنتمكن من خلال الماراثون من جمع الناس ودفعهم للتفكير كشعب واحد حتى تكون لهم مقاربة واحدة في مكافحة الإرهاب".
وتابعت قائلة إن الإرهاب فرَق الأمة وقسمها وفقاً لخطوط عرقية ودينية تجعل من الصعب إعادة لم شملها. ولكن هذا الماراثون والفعاليات المرافقة مناسبة يأمل المنظمون من خلالها أن يعززوا الوحدة وحشد الناس ضد "العدو المشترك الذي يسمى الإرهاب".
ومن جانبه قال ميكا مومانيي، ويبلغ 50 عاماً ويملك محلاً لبيع الألبسة في وسط نيروبي، إن الماراثون جهد نبيل أتى في الوقت المناسب.
وذكر لصباحي "هذه الفعاليات تساعد في نشر الوعي بالتحدي الذي نواجهه وتساعد الناس أيضاً على تحديد الطريق الذي يريدون سلوكه".
ولكن مومانيي حذر منظمي الحدث من دعوة الساسة، معتبراً أن "الماراثون قد يفقد معناه إذا حرّف السياسيون معناه مستخدمينه منصة لمناصرة أجنداتهم السياسية الخاصة".
نشر التسامح الديني
ومن ناحية أخرى، دعا محمد عمر، ويبلغ من العمر 32 عاماً وهو سائق سيارة اجرة في إيسلتيه، المنظمين لدعوة القادة الدينيين على اختلافهم للمشاركة في الحدث.
وتابع أنه يجب تعزيز التفاهم والتسامح الديني وإن الماراثون فرصة ومناسبة للدعوة إلى التعايش السلمي.
وقال لصباحي "ثمة بعض الأفكار المسبقة القائمة في عقول الناس بأن الإرهاب والمسلمين يسعون للنيل من المسيحيين. وهذا اعتقاد خاطئ يجب تصحيحه عبر هذه الفعاليات. إن الإرهابيين والمجرمين لا دين لهم وحين يلتقي القادة الدينيون ويتشاركون المنصة ذاتها سيتمكنون من توضيح المسائل للمؤمنين كافة".
وعبرت ماري أنيانغو، وتبلغ 27 عاماً وهي بائعة صحف بنيروبي، عن شكوكها بأن يتمكن الماراثون من تحقيق تقدم في الحرب على التشدد والإرهاب.
وقالت لصباحي "تجد أن أغلبية الذين تم تجنيدهم للانضمام للمقاتلين الإرهابيين هم من الكينيين. وإن العامل المشترك الذي يدفعهم لذلك هو أن يكونوا جزءاً من تلك الجماعة هو اليأس من الحياة نتيجة الفقر المدقع الذي تعانيه أسرهم والبطالة".
وأكدت "لذا، فبالنسبة لي، إن الحفلات والماراثونات لن [تساعد]. بل إن الأمر الذي سيساعد هو إذا عالجت الحكومة الأسباب الاجتماعية-الاقتصادية التي تدفع بالشبان نحو الإرهاب".
الصباحي