وصلت الشتائم بين النواب في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب الى حد "أسكت يابن الكلب والا حاضربك بالجزمة" وحالة من الاستنفار تشهدها مصر بسبب بناء "الجدار الفولاذي" علي الحدود مع قطاع غزة.
وأفاد موقع ضوء، انه بعد ايام قليلة من محاولات اسرائيلية لاستقطاب عناصر طلابية مصرية من قبل السفارة الاسرائيلية بالقاهرة تحت دعوي عقد ندوات مشتركة بين الجانبين المصري والاسرائيلي للتعريف بثقافة الاخر شهدت جامعات عين شمس والمنصورة والفيوم امس مظاهرات طلابية بسبب بناء مصر «الجدار الفولاذى» على الحدود مع قطاع غزة، فيما اندلعت مظاهرات أخرى فى جامعة عين شمس حيث تظاهر ما يقرب من 150 طالبا وطالبة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، تنديدا ببناء مصر الجدار الفولاذى على الحدود مع قطاع غزة.
وخرجت تظاهرات متواصلة في معظم الجامعات المصرية إحتجاجا على الجدار والحصار وطاف المتظاهرون الجامعة مرددين هتافات غاضبة من انشاء الجدار قائلين : «اللى يشارك فى الحصار يبقى عميل للاستعمار»، و«إحنا فى زمن العجائب.. مصر وإسرائيل حبايب».ووزع الطلاب بيانا باسم طلاب جامعة عين شمس حمل عنوان «أنقذوا أطفال غزة»، استشهد خلاله الطلاب بأقوال الدكتور يوسف القرضاوى، الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، جاء فيه «إن بناء الجدار الفولاذى الذى تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة عمل محرم شرعاً، وإسرائيل تقيم جداراً عازلاً لخنق الفلسطينيين، ومصر تقيم جداراً آخر هو فى النهاية يصب فى صالح الإسرائيليين».
ونظم الآلاف من طلاب جماعة الإخوان المسلمين بجامعة المنصورة وأعضاء هيئة التدريس، مسيرة احتجاجية طافت أرجاء الحرم الجامعى احتجاجاً على بناء الجدار، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات منددة بالحكومة،مطالبين بتحرك شعبى لهدم الجدار، فى حالة عدم استجابة الحكومة المصرية لوقف البناء.وفي سياق متصل واصل ناشطون أوروبيون مظاهراتهم، أمام مقار سفاراتهم فى القاهرة للمطالبة بدخول مسيرة «حرية غزة» إلى القطاع، وتركزت المظاهرات أمام السفارات البريطانية والفرنسية والكندية والإيطالية، وسط حصار أمنى مشدد، فيما مُنع الصحفيون من التصوير، أو التحدث مع المتظاهرين الذين فرضت أجهزة الأمن ما يشبه الطوق الحديدى حولهم.
وتوجه بعض المتظاهرين المنتمين للولايات المتحدة وفرنسا والبرتغال إلى مقر رئاسة الجمهورية، حيث سلموا المسؤولين خطاباً مفتوحاً إلى الرئيس مبارك، طالبوا فيه بالسماح لهم بدخول غزة للتضامن مع الشعب الفلسطينى، معربين عن استيائهم من أن تقف مصر عائقاً أمام توصيل المساعدات والإغاثات الإنسانية إلى الفلسطينيين وفيما طالب عدد من علماء الدين منهم د نصر فريد واصل ويوسف البدري وحازم ابواسماعيل الحكومة المصرية بالتوقف عن بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع غزة واعتبروه أمر محرما شرعا والسكوت عليه خيانة للاسلام
وقد أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بناء الحكومة المصرية الجدار الفولاذي بين رفح وقطاع غزة.وأكد الإتحاد أن بناء مثل هذا الجدار محرَّم شرعا؛ لأنه يهدف إلى إعطاء الشرعية للعدو الصهيوني في حصار قطاع غزة، ويعمل على سدِّ كل المنافذ الشعبية للضغط عليه وإذلاله في وجه الأجندة الصهيوأميركية.وفي المقابل اشار وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد في تصريحات ان مصرلها الحق في فرض سيطرتها على حدودها موضحا أن القضية الفلسطينية فى قلب كل مصرى وأن المصريين دفعوا الثمن الغالى من أجل تلك القضية لكن أرض مصر وأمنها أكبر من أى شىء ونحن على استعداد للتضحية بالكثير من أجل القضية الفلسطينية لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكن المأساة الكبرى أن الكثير من القيادات الفلسطينية، لايرون هذه الرؤية ويرون أن الإيديولوجية والسيطرة على الحكم أكثر قيمة لهم من لم الشمل الفلسطينى وهؤلاء عليهم أن يفكروا كثيرا فى عواقب ما يفعلون".
وعلى صعيد متصل تحول اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب المغلق برئاسة الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، إلى خناقة عنيفة بين نواب الحزب الوطنى والمعارضة من الإخوان والمستقلين وصلت لحد السب بالدين والاتهام بالعمالة لصالح إسرائيل، وذلك على إثر مناقشة القرار المصرى بإنشاء جدار فولاذى على الحدود المصرية.
وبدأت المشاجرات حسب رواية " اليوم السابع " بمبادرة من النائب حازم حمادى عضو الحزب الوطنى، الذى حاول التشويش على نواب الإخوان أثناء عرض آرائهم. وتطور الموقف عقب محاولة نواب الوطنى، وهم بدر القاضى وجمالات رافع وحسن نشأت القصاص بمؤازرة زميلهم حمادى فى عملية التشويش، وما أن حاول الشيخ سيد عسكر عضو كتلة الإخوان الاستشهاد بأحد الأحاديث النبوية حتى قامت الدنيا ولم تقعد وهاج النائب حسن نشأت القصاص، وقال لهم "بطلوا بقه تحريف فى القرآن والأحاديث النبوية".
إلا أن عسكر قاطعه وطلب منه عدم الحديث بهذا الشكل، ورد قائلاً "إنتوا عندكم نتانياهو إسرائيل" وتصور القصاص أنه يصفه بالإسرائيلى، فما كان منه إلا أن قال له "أنا أشرف منك يا خاين يا ابن الكلب يا بتاع حماس". وهنا انقلبت الأمور رأساً على عقب ورفض نواب الإخوان ما قاله القصاص، الا أن الأخير استكمل سبابه، وقال لهم "دى وساخة وقلة أدب" وحاول النائب أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى التدخل لحسم الأمر، إلا أن النائب بدر القاضى عضو الحزب أخذ يكيل السباب إلى نواب الإخوان، وقال لهم لو مسكتوش هاضربكم بالجزمة".
وهو ما جعلهم ينسحبون من القاعة وتوجهوا إلى غرفة المستقلين للاتفاق على طريقة للرد على الإساءات التى وجهها لهم نواب الحزب الوطنى، وكانت المفاجأة حينما توجه النائب أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى إلى نواب الإخوان والمعارضة للاعتذار لهم عما بدر من النائب نشأت القصاص، مبرراً ما حدث من تطاول بأنه كان موجهاً إلى بعض العناصر الفلسطينية، وذلك وفقاً للشهادات التى صرح بها بعض نواب الإخوان لليوم السابع.
ومع تزايد أجواء المشاحنات طلب الدكتور فتحى سرور، عودة نواب المعارضة لحضور الاجتماع وتم إغلاق سير المناقشات بقرار من الدكتور سرور الذى طلب من الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية إعداد بيان سيتم عرضه على مجلس الشعب فى الجلسات القادمة، على أن يؤخذ التصويت عليه دون مناقشة. فيما أكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس كتلة الإخوان المسلمين، أننا أمام إدارة محتلة لا تأخذ رأياً صائباً، لافتاً إلى أن ما يحدث يعد تخطيطاً أمريكياً إسرائيلياً". يأتى ذلك فى الوقت الذى عقد فيه الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، اجتماعاً مغلقاً مع الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية لمناقشة ما بدر من النائب المعارض محمد العمدة بعد قيامه بتقطيع الأوراق التى كان يتحدث منها وألقاها على الأرض، وما إذا كان الأمر يحتاج إحالته إلى لجنة القيم لمحاسبته عما بدر منه.