ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف مساء الثلاثاء، الثكنة العسكرية الرئيسية الخاصة بقوات الصاعقة بالجيش الليبي بمدينة بنغازي شرقي ليبيا إلى سبعة قتلي بينهم انتحاريان، إضافة إلى أربعة جرحي.
وقال مسؤول بمكتب الإعلام بالقوات الخاصة لوكالة الأناضول إن “الهجوم الذي استهدف المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة بالجيش الليبي بمنطقة بوعطني في بنغازي كان عن طريق انتحاريان يركبان سيارتان”.
وقال المسؤول العسكري، طالبا عدم ذكر اسمه، إن “الانتحاري الأول كان يركب سيارة نوع هونداي صغيرة بينما فجر الأخر نفسه بسيارة نوع كنتر مخلفين خمس قتلي بين صفوف القوات الصاعقة فيما قتل منفذا الهجوم في الحادث وأصيب أربعة عسكريين”.
وتعرض مساء الثلاثاء معسكر القوات الخاصة بمنطقة بوعطني في مدينة بنغازي لهجوم شنه انتحاريان فجر احدهما سيارته عند البوابة الرئيسية للمعسكر بينما فجر الاخر سيارته بعد اقتحامه البوابة بإمتار قليلة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الساعة () كما لم تعقب عليه السلطات الرسمية حتى الساعة ذاتها.
وتعاني عدة مدن ليبية من تردي الأوضاع الأمنية على رأسها بنغازي (شرق) التي تشهد بوتيرة يومية تبادلا لإطلاق الصواريخ والقذائف بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والوحدات العسكرية الموالية له من جهة وبين كتائب الثوار الإسلامية المسلحة وتنظيم أنصار الشريعة من جهة أخرى.
كما وقعت اشتباكات مسلحة صباح الاثنين بين قوات اللواء 319 التابع للجيش الليبي، مدعوما من وحدات قوات الصاعقة وبين مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الشريعة الجهادي في منطقة بوعطني بمدينة بنغازي قبل أن تتجدد تلك الاشتباكات مساء الاثنين في المنطقة ذاتها لتسفر عن سقوط 30 قتيلاً و86 جريحًا، بحسب محمد المصراتي مدير مكتب الإعلام بالهلال الأحمر الليبي لوكالة الأناضول.
وبحسب ما أكده مسؤول أمني بمدينة بنغازي للأناضول في وقت سابق الاثنين فإن “الاشتباكات وقعت بسبب قيام مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الشريعة الجهادي باقتحام الثكنة العسكرية المسماة اللواء 319 التابعة للجيش الليبي والواقعة بمنطقة بوعطني في مدينة بنغازي”.
ومن جانب آخر، أعلن العقيد ونيس بوخمادة، آمر (قائد) القوات الخاصة بالجيش الليبي، حالة الاستنفار الأمني الكامل بين صفوف قواته، مطالبا جميع وحدات الجيش الليبي في المنطقة الشرقية، التوجه فورا إلى مدينة بنغازي (شرق) لحمايتها وإنقاذها من “الإرهاب”.
وقال بوخمادة، في مؤتمر صحفي عقده ليلة الثلاثاء الأربعاء، إنهم “سيردون بكل قوة على أي هجوم يستهدفهم أو يستهدف أي معسكر أو ثكنة داخل مدينة بنغازي أو خارجها”.
كما طالب من رئاسة أركان الجيش الليبي أن “تتوجه فورا إلى مدينة بنغازي وتحمل مسؤولياتها وتحديد موقفها من الجماعات والتشكيلات المسلحة في المدينة”.
ودعا آمر القوات الخاصة، في المؤتمر الصحفي ذاته، رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الله الثني “أن يقوم بإصدار بيان رسمي يحدد موقفه من هذه العمليات الإرهابية”، في إشارة إلى الهجمات الانتحارية التي تعرض لها معسكر القوات الخاصة مساء الثلاثاء.
وطالب بوخماده خلال حديثة من وصفهم بـ(الثوار الشرفاء) بتحديد موقفهم من هذه العمليات “الإرهابية” في بنغازي وباقي مدن ليبيا والتي تستهدف ثورة 17 فبراير ودولة ليبيا، حسب قوله.
وأضاف أن “هناك أمر لابد أن نستوضحه فيما يتعلق بالتراخي في التعامل مع هذه التشكيلات فهمي تقوم بعمليات إرهابية على مقرات تابعة للجيش والدولة الليبية وتستهدف المعسكرات القريبة من المناطق السكينة والجيش حريص على حماية المواطنين ولهذا لا نتعامل معها بالأسلحة الفتاكة داخل هذه الأحياء، وهذا سبب تراجع بعض الوحدات العسكرية في التعامل مع الأحداث”.
وأكد أن قواته “التزمت بقواعد اشتباك صارم في المناطق التي بها تجمعات سكنية “، مشيراً إلى أن مدينة بنغازي دخلت في منعطف خطير، داعيا سكان المدينة لـ “حماية أنفسهم وأحيائهم ومدينتهم”.
وأكد بوخمادة على “وجود تنسيق كامل مع وحدات الجيش الأخرى بما فيها قوات عملية الكرامة”، في إشارة إلى قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي دشن عملية عسكرية أطلقت عليها عملية الكرامة ضد الكتائب الإسلامية في المدينة، وهي العملية التي سبق للحكومة الليبية اعتبارها “انقلابا على شرعية الدولة”.
القدس العربي