بنغازي : تواجد للسبت الثالث على التوالي ، أسر وعائلات رجال الأمن الذين قضوا في المواجهات ضد الجماعات المسلحة منتصف التسعينيات والذين أطلقوا على أنفسهم "أسر شهداء الواجب".
وتكاد المطالب تكون مشابهة أو قريبة من مطالب أهالي الضحايا "بوسليم" فالكل يطلب حقه من الدولة ويشتكي هضم حقوقه وتهميشه.
وقال علي عبد الكريم :" إن ابن اخيه استشهد أثناء تأديته للواجب في مواجهة سابقة مع من سماهم الفرقة الضالة وعمالة الأمبريالية ".
ويوضح عبد الكريم سبب مجيئه وتواجده بأنه يطالب بجزء من حق ابن أخيه ولأنهم لم يحصلوا من الدولة على شيء "أبناؤنا قضوا دفاعا عن وطنهم أثناء تأديتهم أعمالهم في مواجهة أشخاص مسلحين كل ذلك قابلته الدولة بالتهميش فلم نأخذ حقوقنا ولم نراع في مسكن ولا تعليم ولا علاج ولا إيفاد بل حتى معنويا لم نكرم بالشكر والعرفان ومن هنا أطالب الدولة بإعادة النظر في أسر الشهداء وإعطائهم حقوقهم ".
وأصيب عبد الرازق الجازوي مساعد ضابط شرطة في مواجهة في منطقة حي الفاتح عام 96م يعاني من الإصابة إلى الآن ولديه بطاقة إعاقة والدولة لم تقدم له شيئا على حد قوله ، وحضر إلى هنا (القيادات الشعبية ) ليسمع صوته للمسئولين والمطالبة بتعويضه وإعطاء حقوقه .
وقال فرج عبد الله "ابني في الشرطة الزراعية أطلق عليه الأمن الرصاص إثر تجمع كان أمامه مات على إثرها ومع أن الدولة عوضتني إلا أن القاتل لم يتعرض للمحاكمة وحتى أدنى محاسبة وأنا أطالب بالقصاص العادل وأريد من القضاء أن يأخذ مجراه ".
من جهته صرح مفتاح عقيلة البدري أحد أعضاء لجنة التنسيق لأهالي"شهداء الواجب" بقوله :" إن أول حق نطالب به هو عدم الإفراج على السجناء المجرمين الذين قتلوا الأبرياء وليس من حق أحد أن يقف وراء سجين قام بعمل إجرامي وقتل الناس لأنهم – السجناء – مجرمون وحملة فكر ضال وليس من حق أحد أن يرفع لافتة ويطالب بالإفراج عنهم ".
وأضاف البدري قائلا:" نحن أولى بالمطالبة بحقوق شهدائنا دون غيرنا؛ لكون أن آبائنا وإخواننا قدموا دماءهم من أجل استقرار وأمن ليبيا".
مقابل هؤلاء تجمع أهالي ضحايا سجن بو سليم خارج مقر القيادات الشعبية وبمسافة تبعد مئات الأمتار عن تجمع عائلات الأمن"شهداء الواجب" الذين كان تجمعهم داخل القيادات الشعبية.
ونقلت جريدة " ليبيا اليوم " عن فتحي تربل منسق أهالي الضحايا قوله :" إنه في الوقت الذي كنا ننتظر فيه حلولا من جمعية حقوق الإنسان الليبية التابعة لمؤسسة القذافي للتنمية وغيرهم ممن يملكون القرار في البلاد خصوصا بعد أن استمعوا إلينا ومعانتنا في جلسة المصارحة السابقة في الوقت ذاته نفاجأ بوجود عائلات رجال الأمن معنا في نفس المقر والتوقيت، وشعرنا بتصاعد نبرة عدائية ضدنا بعد أن حدثت بيننا مشادات كلامية، مع أننا وضحنا لهم أنه ليست لدينا خصومة معهم وبينا لهم أننا في الفقد سواء وأن خصومتنا تقع فيمن أخطأ في حق أبنائنا ".
وتابع تربل " نحن بذلك نحذر من هذه الفتنة، وندعوا من بيده القرار في البلد وفي مقدمتهم الأجهزة الأمنية ومؤسسة القذافي والأخ أمين العدل أن يكون لهم موقف واضح ويبينوا حقيقة ما يجري، فنحن أبناؤنا قضوا في السجون ولم نبلغ عنهم إلا بعد ثلاث عشرة سنة زد على الذين لم يبلغ عنهم إلى الآن ".
وأضاف تربل :" إن من نسعى للإفراج عنهم المحكمة برأتهم ولم يعرف عنهم أنهم سفكوا دماء أو غير ذلك، وإذا كانوا هم ـ أسر الأمن ـ لديهم أدلة إدانة في حقهم فليتوجهوا بها إلى المحكمة، زد على أن ما ذكره رئيس جهاز الأمن الداخلي يعد أزمة كبيرة تنعكس على وضع في غاية الخطورة بقوله :" إن المحكمة برأتهم ولكن نحن أكثر وعيا وإدراكا بحقيقة الواقع من رجال القضاء" فمن أين له الصلاحية ليوقف الحكم القضائي؟ فإذا تدخلت جهة تنفيذية لتوقف جهة قضائية فالأمر يعد بذلك مأساة".