مع تفاقم تفشي ايبولا في غرب افريقيا، بدأ القلق من احتمال انتشار الوباء يتنامى في العالم، فيما حذرت السلطات البريطانية من هذا "الخطر" واعلنت هونغ كونغ عن احتمال فرض تدابير للحجر الصحي.
وحذرت منظمة اطباء بلا حدود من ان الفيروس الذي تسبب بوفاة اكثر من 670 شخصا في غرب افريقيا منذ بداية 2014، يتفشى "بشكل غير مسبوق وخارج عن السيطرة"، وهناك "خطر حقيقي في انتشاره في بلدان جديدة".
والمرض يتفشى في غينيا وليبيريا وسيراليون وتسبب بوفاة شخص في نيجيريا، هو مسافر وصل الى لاغوس بالطائرة من مونروفيا عبر لومي، ما دفع شركتي طيران افريقيتين، اريك واسكي، الى وقف رحلاتهما الى ليبيريا وسيراليون.
كذلك دفع الوضع منظمة الطيران المدني الدولي الى التشاور مع منظمة الصحة العالمية عبر الهاتف الثلاثاء لكن بدون اتخاذ اي تدابير فورية.
وفي لندن دعي الى عقد اجتماع ازمة على مستوى وزاري بخصوص هذا الوباء الذي يعتبره رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بمثابة "تهديد خطير للغاية" كما اوضح وزير الخارجية فيليب هاموند.
لكن وزير الخارجية حرص على الطمأنة بعد الاجتماع، معتبرا ان احتمال انتشار ايبولا في المملكة المتحدة "ضئيل جدا".
وقال "اود الاشارة الى انه في ما يتعلق بالمملكة المتحدة، فان المسألة تتصل بمدى احتمال ان شخصا التقط (الفيروس) في افريقيا ان يصاب بالمرض هنا".
اما لجهة "انتشار المرض في المملكة المتحدة، فلدينا اجراءات مراقبة للاصابة تجعل (هذا الاحتمال) ضئيلا جدا"، مضيفا ان "المقاربة الاكثر منطقية" هي تقديم المساعدة ل"معالجة المرض في المنشأ".
وقد خضع شخص في المملكة المتحدة يشتبه بالتقاطه المرض، لفحوص تبين انها سلبية.
وحذرت السلطات البريطانية اجهزة التفتيش على الحدود وموظفي المطارات من اعراض هذا المرض، ودعت الاطباء الى الحيطة والحذر خصوصا وان فترة حضانة المرض يمكن ان تصل الى نحو عشرين يوما.
كذلك اعطيت توصيات صحية الى المسافرين الى المنطقة المصابة بايبولا على موقع وزارة الخارجية البرريطانية، كما تفعل دول اوروبية اخرى منذ بضعة اشهر.
وفي بروكسل اكد مصدر اوروبي الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي مجهز للكشف ومعالجة المرضى المصابين بفيروس ايبولا، لكن امكانية وصول الوباء الى دوله الاعضاء "ضئيلة".
واكد هذا المصدر في بروكسل "لا يمكننا استبعاد وصول حالة الى اوروبا، لكن لدى الاتحاد الاوروبي الوسائل للكشف عن الوباء واحتوائه سريعا".
واضاف "رصدت حالة مشبوهة في فالنسيا باسبانيا. وقد تبين انها سلبية في الواقع، لكن المنظومة قد عملت. عزل المريض واعطى المختبر النتيجة سريعا". وقد جهز الاتحاد الاوروبي نفسه بشبكة انذار، وتتوافر لجميع الدول الاعضاء البنى التحتية الاستشفائية المتخصصة لمعالجة هذه الامراض.
واعلنت المفوضية الاوروبية من جهتها مساعدة اضافية بمليوني يورو للسعي الى احتواء الوباء، ما يرفع قيمة مساعدتها الاجمالية الى 3,9 مليون يورو في الاجمال.
وفي هونغ كونغ المدينة المكتظة مع تعداد سكاني يقدر بسبعة ملايين نسمة والتي سبق واصيبت باوبئة مثل المتلازمة التنفسية الحادة (سارس)، اعلنت السلطات الصحية انها ستضع في الحجر الصحي كتدبير احترازي اي مسافر آت من غينيا وسيراليون وليبيريا تظهر عليه اعراض الحمى.
وقال المسؤولون الصحيون في هونغ كونغ ان فحوصا اجريت على سيدة وصلت من افريقيا تعاني من حمى وتقيؤ لكن تبين انها سلبية.
واعلنت فرنسا من ناحيتها انها "في حالة تعبئة منذ بداية الازمة" لتقدم للبلدان المعنية "اي دعم تقني وخبرة من اجل احتواء الوباء".
واوضحت وزارة الخارجية بشكل خاص انها تدعم "مشروع مختبر متحرك" يسمح ب"تشخيص اقرب ما يكون للبؤر الناشطة وفي ظروف امنية مناسبة".
ويحمل فيروس ايبولا الذي يؤدي في غضون ايام الى "حمى نزفية" يليها تقيؤ واسهال، اسم نهر في شمال الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا) حيث رصد للمرة الاولى عام 1976.
واعراض المرض هي النزف والتقيؤ والاسهال. ولا لقاح لهذا المرض الذي قد تبلغ نسبة الوفيات بسببه بين 25 و90% بين البشر.
وينتقل هذا الفيروس بالاتصال بالمباشر مع الدم او السوائل الحيوية او انسجة الاشخاص او الحيوانات المصابة.
وقد ظهر الوباء الذي تفشى منذ بداية السنة، في غينيا اولا، ثم امتد الى ليبيريا فسيراليون المجاورتين اللتين احصيتا في 23 تموز/ يوليو 1201 حالة بالاجمال منها 672 وفاة، بحسب الحصيلة الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية.
العالم