ردت الحكومة الجزائرية على تصريحات وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، التي هاجم فيها الجزائر، واتهمها باستهداف الوحدة الترابية للمغرب.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية، أن المغرب يتبنى ويمارس ببراعة منذ فترة استراتيجية التوتر وسياسة القطيعة، وهذا يتسبب في توتر العلاقات الجزائرية المغربية، وتعطيل بناء الصرح المغاربي، وكل ذلك من أجل رهن مصير الشعوب المغاربية على أمل أن تتخلى الجزائر عن موقفها الأساسي من قضية الصحراء الغربية المطابق للشرعية الدولية. وأضاف نفس المصدر، كيف يفسر تخوف المغرب الشديد مع اقتراب مواعيد حاسمة مرتقبة خلال شهر أكتوبر المقبل وشهر إبريل 2015، حيث سيقوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس، بتقديم تقريره لمجلس الأمن الدولي حول مسألة الصحراء الغربية في إطار تقييم المسار السياسي". وجاء تصريح الدبلوماسي الجزائري كرد على ما اعتبره تصريحات تهجمية لوزير الشؤون الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الذي أقحم الجزائر بصفة مباشرة في قضية الصحراء الغربية خلال استضافته مؤخرا من طرف إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية. واعتبر الموظف السامي في الخارجية الجزائرية أن هذا هو الواقع المؤلم الذي يفسر ارتباك مزوار، الذي تجلى في ردود فعل هستيرية تهدف إلى تحميل الجزائر مسؤولية الانسداد الذي يعرفه مسار تسوية هذا النزاع، والذي يرجعه كل الملاحظين المحايدين إلى تعنت المغرب وسعيه لتكريس الاحتلال.
أزمة متجددة
وهذه هي المرة الثانية التي ترد فيها الجزائر على تصريحات وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، في ظرف شهر. وفي 13 يوليو الماضي، وصفت الجزائر تصريحات أدلى بها مزوار، اتهم خلالها الجزائر بالضغط على الدول الإفريقية لإبقاء اعترافها بجبهة البوليزاريو وصفتها بالمشينة والانزلاق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عبدالعزيز بن علي شريف، في تصريح صحافي الشهر الماضي، إن التصريحات المشينة التي أدلى بها عضو في الحكومة المغربية ضد الجزائر تشكل انزلاقا، وهي تنم عن حساسية مفرطة لا تليق بالعلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين. ومن شأن التراشق السياسي الجديد بين الجزائر والمغرب أن يعيد الخلافات بين البلدين إلى المربع الأول، خاصة أن الحدود البرية مازالت معلقة بين البلدين منذ عام 1995. وفشلت كل محاولات التقارب السياسي بين البلدين التي بذلت خلال السنوات الأخيرة، بسبب قضية الصحراء الغربية التي تشكل نقطة خلاف جوهرية بين البلدين.
العربية نت