أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ تركزت على جهود إحياء عملية السلام والجهود المصرية لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتزامن ذلك مع وصول ملك الأردن عبد الله الثاني إلى المنطقة للقاء مبارك، وقيام وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بجولة في عدد من العواصم العربية في الإطار ذاته.
وفي أعقاب لقائه الرئيس المصري جدد عباس المطالبة بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية قبل استئناف مفاوضات السلام المقترحة مع إسرائيل.وشدد على أن مبارك أكد له على ضرورة أن تكون القدس مشمولة في عملية المفاوضات وعلى ضرورة وقف الاستيطان ووضوح المرجعية الدولية لهذه العملية، وقال "إننا متفاهمون تماما حول هذا الموقف مع أشقائنا في مصر".
وأشار إلى أن مباحثاته مع مبارك تطرقت أيضا إلى الزيارة التي سيقوم بها إلى واشنطن في الثامن من الشهر الجاري وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان والأفكار التي سيبحثانها مع الإدارة الأميركية.وبشأن جهود المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال عباس إنهم من جانبهم وقعوا على الورقة المصرية، وإن حماس اطلعت عليها قبل أن يوقعوها وأبدت استعدادها لقبولها، "ثم بعد ذلك رفضت التوقيع، والآن المطلوب من حماس أن توقع على هذه الورقة".وكان مسؤولون مصريون أشاروا إلى أن مباحثات الزعيمين تناولت جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق التسوية العادلة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.
لا مبادرة مصرية
وكان مسؤول فلسطيني مقرب من عباس كشف أمس أن الأخير التقى في عمّان السبت الماضي المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل قبيل لقائه العاهل الأردني للتباحث بشأن مبادرة مصرية يجري تسويقها لاستئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل.وأشار المسؤول إلى أن الإدارة الأميركية تتحرك بقوة لدعم المبادرة المصرية التي يجرى تسويقها عربيا أيضا باتصالات مصرية مع السعودية، وقال إن عباس سيعرض الخطة المصرية خلال زيارته لقطر والكويت وتركيا.لكن نمر حماد المستشار السياسي لعباس نفى اليوم طرح مصر مبادرة لاستئناف مفاوضات السلام، وقال إن المصريين "ليس عندهم مبادرة خاصة، وهم يحاولون البحث في كيفية تحريك عملية سلام تحقق النتائج".
خطة أميركية
في المقابل أفاد تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم بأن الإدارة الأميركية طرحت مؤخرا خطة سلام جديدة تقضي ببداية التوصل إلى اتفاق إقليمي قبل الخوض في قضايا الحل الدائم وبينها القدس واللاجئون.ووفقا للخطة الأميركية فإن نقطة الانطلاق للمفاوضات هي التوصل إلى تسوية بين الموقف الفلسطيني بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 والموقف الإسرائيلي المطالب بحدود آمنة، وأن يكون أحد أسس التسوية تبادل أراض. وقالت الصحيفة إن مبارك ومسؤولين في الإدارة الأميركية والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يمارسون ضغوطا على عباس لكي يوافق على استئناف المفاوضات والتنازل عن شرط وقف البناء في مستوطنات القدس الشرقية والضفة الغربية.وتتزامن قمة عباس ومبارك مع إعلان الديوان الملكي الأردني اليوم أن الملك عبد الله الثاني توجه كذلك إلى شرم الشيخ في زيارة عمل قصيرة يلتقي خلالها الرئيس المصري.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن محادثات مبارك والملك عبد الله تناولت "جهود تحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي وجهود مصر لعودة الوفاق الفلسطيني". وأضافت أن الزعيمين ناقشا نتائج آخر محادثات أجريت بين مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أكد في وقت سابق اليوم أن مبارك سيعقد قمة ثنائية مع عباس في شرم الشيخ. ولم يشر المتحدث إلى انضمام العاهل الأردني إلى تلك القمة، كما نفى ما تردد من أنباء عن قمة ثلاثية في شرم الشيخ تجمع مبارك وعباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جولة سعودية
وفي الإطار ذاته ذكرت مصادر سعودية أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل توجه اليوم إلى الكويت في زيارة تدوم عدة ساعات يغادر بعدها إلى القاهرة في زيارة مماثلة في إطار اتصالات تجريها الرياض مع عدد من العواصم العربية بشأن التطورات الجارية على الساحتين العربية والإقليمية.
وأشارت تلك المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الجولة السعودية تأتي في إطار اتصالات عربية مكثفة بهدف تنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية.وتأتي زيارة الفيصل في أعقاب لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الرياض أمس، كما أنها تستبق زيارة الوفد المصري لواشنطن وبالتالي تستبق زيارة ميتشل إلى الشرق الأوسط في السابع من الشهر الجاري.