بالرغم من إصدار وزير التربية والتعليم الليبي الدكتور علي عبيد قرارا ببدء الدراسة بكافة المدارس الليبية اليوم الأحد، إلا أن عددا من المدن قامت بتأجيل الدراسة جراء الأوضاع الأمنية غير المستقرة، كما تباينت أراء أولياء أمور الطلاب حول بداية العام الدراسي الجديد.
وأكد الوزير الليبى أنه أصدر قرارا ببداية العام الدراسي (2014 - 2015) في كافة مناطق ليبيا دون استثناء اليوم الأحد على مستوى مرحلة التعليم الأساسي، و7سبتمبر على مستوى مرحلة التعليم الثانوي، وذلك حسب القرارين (946) و (947) الصادرين عن الوزارة. وقال الوزير، في تصريح صحفي، إن تحديد مواعيد الدراسة والامتحانات قرار يعود للوزارة وأن جميع المدارس في ليبيا فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب في أول يوم دراسي كما هو معد مسبقا. وأضاف أن الوزارة تعمل على حصر أية مدرسة تضررت جراء الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق في مدينتي طرابلس وبنغازي، وذلك من أجل صيانتها في أسرع وقت ممكن بالتعاون مع المجالس البلدية في المناطق المعنية.
ومن جانبه، أكد مسؤول الإعلام بوزارة التربية والتعليم سمير جرناز، انطلاق العام الدراسي الجديد 2014 – 2015 بكافة المدارس الليبية داخل وخارج ليبيا بالنسبة للتعليم الأساسي وفي 7 سبتمبر المقبل بالنسبة للتعليم الثانوي. وقال سمير جرناز، في تصريحات له، إن الوزارة استثنت بعض المدارس الواقعة في المناطق غير الآمنة والمدارس التي يوجد بها نازحون، من بدء الدراسة إلا أن هذه المدارس تعتبر محدودة وموجودة على مستوى مدينتي طرابلس وبنغازي فقط ، بينما مدارس ليبيا الأخرى بالكامل فتحت أبوابها لكافة الطلاب. ولفت جرناز إلى أن طلاب المدارس المستثنية من بدء العام الدراسي بإمكان طلابها ومعلميها الالتحاق بالمدارس الأخرى، مبديا استغرابه من قرار مكتب التربية والتعليم بنغازي بشأن تأجيل بدء العام الدراسي، مؤكدًا أن هذا القرار اتخذه المكتب دون تنسيق مع الوزارة المعنية بتحديد مواعيد الامتحانات والدراسة بكافة مدارس ليبيا.
وأشار مسؤول الإعلام بوزارة التربية والتعليم إلى أن الوزارة مُقدرة الظرف الذي تمر به بعض المناطق بمدينة بنغازي مثلها في بعض مناطق طرابلس، ولكن كان من المفترض التعاطي مع هذا الموضوع بطريقة أكثر واقعية لإتاحة الفرصة للطلاب العودة للمدارس بحسب الموعد المحدد من قبل الوزارة والبدء في برنامج تهيئة نفسية للطلبة للبدء في العام الدراسي. ونوه جرناز بأن تأجيل الدراسة في بنغازي أمر غير عملي وغير مدروس، من المفترض تحديد المدارس التي لا يمكنها استقبال الطلاب وإعطاء الفرصة للمدارس الأخرى. وكان قد أعلن مكتب شؤون التربية والتعليم بنغازي عن تأجيل بدء العام الدراسي الجديد 2014 – 2015 حتى الـ28 من شهر سبتمبر المقبل في كافة مدارس المدينة، لتضرر بعضها ووجود الأخرى في أماكن غير آمنة واحتضان بعض المدارس العائلات النازحة من مناطق الاشتباكات.
وفي المقابل، أصدر قطاع التربية التعليم ببنغازي، تقريرا حول الأسباب الأمنية التي أجبرته على تأجيل الدراسة حتى 28 سبتمبر المقبل. ودلل في تقريره على ضرورة التأجيل، بأن 13 مدرسة تعرضت للقصف ووقعت في مناطق الاشتباكات، بينما وجدت قرابة 102 مدرسة بمناطق غير آمنة، وتم استغلال 9 مدارس لتسكين العائلات النازحة، فيما يبلغ عدد الطلبة غير القادرين على تحصيل تعليمهم في الموعد المحدد من قبل وزارة التعليم نهاية الشهر الجاري 63 ألف طالبً وطالبة و8550 معلمًا عاجزون على تأدية عملهم. وحث القطاع مواطني مدينة بنغازي إلى التكاتف والتعاون مع قطاع التربية والتعليم خلال قيامه بواجبه من أجل الطلبة ليتحقق لهم مواصلة مسيرتهم التعليمية. كما أكد منسق قطاع التعليم ببلدية غريان ناجي شنانة تأجيل بدء العام الدراسي الجديد إلى الأسبوع الثاني من سبتمبر.
وقال ناجي شنانة، فى تصريح لوكالة الأنباء الليبية، إنه نظرًا لما شهدته العاصمة طرابلس خلال الفترة الماضية من اشتباكات، وما نتج عنها من نزوح سكان المدينة إلى غريان، حيث تم إيواؤهم في عدد من مدارس المنطقة فقد تقرر تأجيل الدراسة إلى السابع من سبتمبر المقبل. وقد تباينت أراء أولياء الأمور حول بداية العام الدراسي في البلاد ، فقالت وفاء بوجواري أم لطفلين لبوابة "الوسط" إن قرار بدء العام الدراسي الجديد يعتبر قرارا شجاعا وجريئا من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم حتي لا نسألهم كأولياء أمور وبشكل غير مباشر في تعطيل العام الدراسي، وترى بوجواري أنها على يقين بأن خوف أولياء الأمور سيزول بمجرد اندماج الطلبة في الدراسة. ويرى سعد الدينالي أن بدء الدراسة في ظل وجود معارك مسلحة تستخدم فيها أنواع الأسلحة كافة أمر يعد نوعًا من المخاطرة أو المغامرة بأرواح الأطفال، متابعًا: «الأطفال تحت أصوات المدافع والبنادق وأزيز الطائرات لا أعتقد بأن تركيزهم سيكون بالشكل المطلوب على تحصيلهم الدراسي».
ويضيف فاتح الكوافي: «القرار له وعليه، كون أن هناك خطرًا على بدء الدراسة، الوضع الحالي يقول إن البرلمان في واد والحكومة في واد وكذلك المؤتمر الوطني وحكومة عمر الحاسي والطرفان المتناحران في واد، وقد يستمر الصراع طويلاً». وتكشف هيام السعيطي عن خوفها على الطلاب؛ إذ ترى أن الوقت غير مناسب وتسأل: «النازحون الموجودون بالمدارس أين سيذهبون في حال بدأت الدراسة». فيما يصف محمد الدرسي القرار بأنه غير سليم وذلك لعدة أسباب أولها كما يقول: «الخطر على أبنائنا من الطلبة والطالبات في ظل التدهور الأمني.. ثانيًا وجود العديد من الطلبة والطالبات خارج وداخل ليبيا كلاجئين وهاربين من مناطقهم التي تقع في أماكن الاشتباكات وكذلك الموظفين وغيرهم. ثالثًا وهو الأهم يجب مراعاة العامل النفسي للطلبة والطالبات والمدرسين والمدرسات». ويرفض إسماعيل حسن أن تبدأ الدراسة في ظل هذا التوتر بمدينة بنغازي، ربما يكون الأمر طبيعيا في مناطق أخری «لكن هنا لا، وكثير من المدارس أصبحت أماكن للاجئين من المدن المختلفة.
الوسط