وقال مصدر أمني رفيع إن 12 فرقة مختلطة من حرس الحدود والدرك الوطني والجمارك، تعمل على مراقبة الحدود البرية مع مالي والنيجر في إطار مخطط أمني خاص لمنع تهريب الوقود الجزائري واستبداله بالمواشي الإفريقية.

رصدت فرق المراقبة والمتابعة الحدودية التي تم تنصيبها في إطار مخطط لمنع تهريب المواشي الإفريقية لتسويقها في الجزائر، أثناء موسم عيد الأضحى، تزايدا في حجم تهريب الوقود لاستبداله بالمواشي الإفريقية، وكشف مصدر أمني أن قيادة الدرك الوطني نصّبت 12 فرقة إقليمية لمراقبة الحدود مع مالي والنيجر.

ورغم إجراءات الأمن المشددة في الحدود، فإن المهربين اهتدوا إلى حيل للإفلات من المراقبة، بالتسلل عبر أودية منخفضة ليلا، والتنقل عبر مسلك سري يربط مالي بالنيجر وصولا إلى الجزائر.

وتشير تقارير أمنية إلى أن المهربين والإرهابيين ضاعفوا من عمليات تهريب الوقود من الجزائر وتخزينه في مالي خوفا من تدهور الأوضاع في المستقبل، ويتراوح سعر 1 لتر من المازوت المهرب من الجزائر بين 1 و1.5 أورو، حسب الوضع على الحدود وإجراءات الأمن، أي أن السعر يتضاعف 10 مرات بين الدولتين.

ويواصل مهربو الوقود عمليات التهريب مع وجود بضائع يمكن بيعها في الجزائر لجني المزيد من الربح، حيث تشيع ظاهرة التهريب بواسطة خزانات إضافية في الشاحنات وسيارات رباعية الدفع، وقد اشتدت عمليات تهريب الوقود في ولايتي تمنراست وأدرار بعد ازدياد الطلب في الجزائر على المواشي الإفريقية.

وقال السيد قويني محمد، طبيب بيطري بولاية تمنراست “تضاعف عدد المواشي التي تنقل إلى تمنراست في الأيام الماضية، وأغلبها تهرب سرا إلى ولايات الشمال، في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي الجزائرية، ولا يضطر بعض المهربين الجزائريين لشراء المواشي الإفريقية من مناطق الخليل في مالي وسامقة في النيجر بالعملة الصعبة، إذ تكفي حملة خزان بسعة 200 لتر من المازوت لشراء خروف سمين في المناطق الداخلية لمالي، حسب السيد عران الطيب، تاجر مقايضة يعمل عبر محور أكادس تمنراست.

يضطر مواطنون من تمنراست، هذه الأيام، لشراء البنزين من السوق السوداء في تمنراست بالسعر نفسه الذي يباع في دول الجوار بسبب الندرة، وتراوح سعر صفيحة 20 لترا من المازوت بين 1000 و1200 دينار في السوق السوداء بعد أن استغل المهربون والمضاربون أزمة الوقود التي تعانيها بعض البلديات الجنوبية في ولاية تمنراست.

وقالت شكاوى لمواطنين ومنتخبين من تمنراست إن حركة المركبات شلت تماما في بعض البلديات بسبب انعدام البنزين والمازوت بالمحطات، ويضطر بعض أصحاب السيارات للانتظار ساعتين على الأقل قبل الحصول على المازوت أو البنزين. وكشف أحد منتخبي المجلس البلدي في تمنراست، أن مهربي الوقود هم سبب الأزمة الحالية، حيث تعاني تمنراست أزمة مزمنة في الوقود، سببها تهريب كميات ضخمة منه من قارورات الغاز إلى ما وراء الحدود.

ونشطت تجارة المواشي بين جمهوريتي مالي والنيجر والجزائر في الأسابيع الأخيرة، بعد انتشار مرض الحمى القلاعية وبات الحصول على شاحنة لنقل المواشي في تمنراست غير ممكن حاليا، بسبب الضغط على سائل النقل ويمكن للموال أو تاجر المواشي تحقيق أرباح قد تصل إلى 100 في المائة عند إيصال المواشي الإفريقية إلى ولايات وسط الصحراء أو الهضاب، حيث لا يفوق ثمن الشاة التي يزيد وزنها عن الـ30 كلغ في الحدود الجزائرية المالية 35 أورو أو 4000 دينار، أي أن اللحم لا يتعدى ثمنه هنا الـ150 دينار للكيلوغرام الواحد، ثم يقفز هذا الثمن إلى الضعف تقريبا في مدينة تمنراست البعيدة عن الحدود المالية بـ650 كلم
الخبر

---