أعلن وزيرا خارجية فرنسا ومصر أن بلديهما متفقان على ضرورة التحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، ويدعمان مجلس النواب الليبي المنتخب في يونيو/حزيران الماضي.
وبينما أعرب الوزيران أثناء مؤتمر صحفي عقداه الثلاثاء بباريس عن تطلعهما للعمل مع حكومة منبثقة عن مجلس النواب الليبي الجديد من أجل "إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد"، حصلت الجزيرة نت على معلومات تؤكد أن باريس أبلغت القاهرة بمعارضتها التدخل العسكري الخارجي في ليبيا. وفي معرض رده على سؤال بشأن الوضع في ليبيا، أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده يساورها "قلق شديد" مما يجري في جارتها الغربية.
تصاعد التطرف
وأكد شكري أنه بحث مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس المخاطر الناجمة عن تصاعد ما سماه العنف والتطرف في ليبيا. وأضاف الوزير المصري أن بلاده تدعم مجلس النواب الليبي الذي "انتخب بكل شفافية" في يونيو/حزيران الماضي. وأشار إلى أن هذ المجلس "اجتمع في طبرق واتخذ قرارات بشأن تكليف رئيس وزراء بتشكيل حكومة جديدة وتسمية رئيس هيئة الأركان". وطالب شكري المجتمع الدولي بدعم ما سماها الشرعية في ليبيا والإسهام في القضاء على "ظاهرة الإرهاب" هناك، منوها إلى ضرورة التعامل معها من منظور سياسي وأمني واجتماعي.
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فأكد أن ليبيا تعيش حالة فوضى يغذيها وجود مخزون هائل من الأسلحة وجماعات إرهابية كثيرة جدا تهدد البلد والبلدان المجاورة له، وفق تقديره. وأشار فابيوس إلى أنه أوضح لوزير خارجية مصر أن ما يتعين عمله هو "دعم الجمعية الشرعية والحكومة التي تنبثق عنها ومساعدتها في الحصول على الوسائل التي تمكنها من إعادة الاستقرار". وأضاف أنه ينبغي محاربة "الجماعات الإرهابية" والتوجه إلى السكان لإبعادهم عن إغواء التطرف.
رفض التدخل
بيد أن دبلوماسيا فرنسيا حضر اجتماعا ضم الوزيرين، أكد للجزيرة نت تمسك باريس برفض أي "تدخل عسكري خارجي" في القتال الدائر حاليا بين الفصائل الليبية. وأشار إلى أن باريس أبلغت الوزير المصري بموقفها وأنها ترى أن "أي مسعى في هذا الاتجاه يجب أن يتم تحت مظلة الأمم المتحدة". وعن الشأن العراقي، أكد الوزيران اتفاقهما على ضرورة تحرك دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق في شمال وغرب البلاد. واعتبرا أن المفتاح السياسي لحل الأزمة في العراق يكمن في تشكيل "حكومة جامعة" لكل الطوائف المحلية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي استمرار اتصالات تقوم بها بلاده منذ أسابيع من أجل احتضان مؤتمر دولي بشأن العراق، منوها إلى أن تاريخ عقد هذا الاجتماع لم يحدد بعد.
HG[.DV,
الجزيرة نت