قالت مصادر دبلوماسية في جامعة الدول العربية إن وزير الخارجية في حكومة عبد الله الثني المكلفة من قبل مجلس النواب الليبي في طبرق وصل القاهرة أول أمس الخميس ليمثل ليبيا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد.
وهو ما يعني اعترافاً ضمنياً من الجامعة بحكومة طبرق على حساب الحكومة التي شكلها المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) في العاصمة طرابلس. وذكرت مصادر ليبية أن الوزير محمد عبد العزيز سيطلب من نظرائه العرب دعم المبادرة المصرية التي انبثقت عن الاجتماع الرابع لدول جوار ليبيا في نهاية أغسطس الماضي بالقاهرة. وتقوم تلك المبادرة على المبادئ الرئيسية المتمثلة في احترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، والحفاظ على استقلالها السياسي، والالتزام بالحوار الشامل ونبذ العنف، ودعم العملية السياسية، وجمع السلاح. إلي ذلك أكد تقرير للأمم المتحدة أن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبت خلال اشتباكات في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين كانت لها عواقب كارثية على المدنيين. ويأتي تحذير بعثة الأمم المتحدة في طرابلس ومكتب حقوق الإنسان بعد أيام قليلة على إقرار الحكومة الليبية المؤقتة في شرق البلاد بأنها فقدت السيطرة فعلياً على طرابلس وباتت الميليشيات المسلحة تسيطر عليها. واتهم التقرير المسلحين بالقيام بـ"قصف عشوائي ومهاجمة أهداف مدنية، وقصف مستشفيات وخطف مدنيين والقيام بعمليات تعذيب وقتل تعسفي للمدنيين" وبينهم نساء وأطفال. وقال التقرير إن "عشرات المدنيين خطفوا، كما يتردّد، في طرابلس وبنغازي لمجرد انتمائهم القبلي أو الديني، أو الاشتباه بذلك الانتماء، وما زالوا مفقودين منذ اختطافهم". وناشدت وكالتا الأمم المتحدة كافة الأطراف أن تجعل حماية المدنيين من أولوياتها. وقالت المنظمتان إن "على المجموعات المسلحة أن تكف عن انتهاك حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني خاصة كل الأعمال التي تصل إلى جرائم حرب بما في ذلك القصف العشوائي والإخفاء القسري والقتل والخطف والتعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة وتدمير الممتلكات". وشهدت طرابلس اشتباكات عنيفة في الأسابيع القليلة الماضية بين ميليشيات من التيارين الإسلامي والوطني للسيطرة على المطار الدولي في العاصمة.
ليبيا المستقبل