حذر العميد الركن صقر الجروشي آمر سلاح الجو التابع لقوات اللواء خليفة حفتر الذي يقود عملية “كرامة ليبيا” من مُخطط وصفه بـ”الجهنمي” تُشارك فيه السودان بالأفراد والسلاح، وقطر بالمال، يستهدف تمكين جماعة الإخوان والميليشيات التكفيرية الموالية لها من السيطرة على مدينة بنغازي شرق ليبيا.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تتالت فيه التقارير التي تؤكد تورط السودان في الأزمة الليبية في أعقاب الكشف عن زيارة سرية قام بها نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان للخرطوم، وضبط طائرة شحن سودانية مُحملة بشحنة من السلاح والذخائر الحربية في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا.
وقال الجروشي في اتصال هاتفي مع “العرب” من مدينة بنغازي الليبية، إن هذا المُخطط اقترب من مراحله النهائية، حيث كثفت جماعة الإخوان من تحركاتها لدعم ميليشياتها المُسلحة بالأفراد والعتاد الحربي من السودان مستفيدة من علاقاتها الوطيدة مع الحكومة السودانية التي وصفها بأنها “إخوانية بامتياز”. وأضاف أن معلومات مؤكدة لدى الجيش الليبي تُفيد بأن “الإخواني من الكفرة أحمد الزوي الذي له علاقات قبلية في السودان هو الذي يقوم بجلب السلاح والأفراد من السودان إلى الكفرة بالسيارات والشاحنات”. وتابع أن “عملية نقل السلاح والبشر من السودان إلى ليبيا اتخذت في الفترة الماضية تطورا لافتا، حيث تم رصد طائرات في سماء الصحراء الكبرى، آتية من السودان، وذلك في مسعى لإسقاط مدينة بنغازي التي يتدفق نحوها حاليا المئات من التكفيريين من مصراتة ودرنة في مسعى للسيطرة عليها”
وأشار العميد ركن صقر الجروشي في هذا السياق إلى ضبط شحنة أسلحة على متن طائرة سودانية في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا، وقال إن هذا الأمر يُعد مؤشرا خطيرا يستدعي من جميع الوطنيين الليبيين ضرورة التحرك للتصدي له. وكانت تقارير إعلامية كشفت أول أمس أن طائرة سودانية من نوع “انتونوف 74” طلبت التزود بالوقود من مطار الكفرة الواقع على بعد نحو 1800 كلم جنوب شرق طرابلس، حيث سُمح لها بالهبوط لتخضع فيما بعد للتفتيش في مطار المدينة، ليتم العثور بداخلها على شحنة من الأسلحة والذخائر الحربية.
وأشارت التقارير إلى أن المعلومات الأولية أظهرت أن الطائرة السودانية كانت في طريقها إلى مطار معيتيقة بطرابلس الذي تُسيطر عليه ميليشيات “فجر ليبيا” التابعة لجماعة الإخوان، ما يعني أن شحنة الأسلحة والذخائر الحربية التي كانت على متنها موجهة لتلك الميليشيات المسلحة التكفيرية. وقد سارعت السلطات السودانية إلى نفي أن تكون تلك الطائرة، كانت متجهة إلى مطار “معيتيقة” لتفريغ شحنتها في قواعد الميليشيات المُرتبطة بجماعة الإخوان التي باتت تُسيطر على العاصمة طرابلس بعد الانقلاب على الشرعية الانتخابية.
ولكن يبدو أن مساعي السلطات السودانية للتغطية عن تورطها في الأزمة الليبية لم تصمد أمام الحقائق التي بدأت تتكشف حول هذا الدور الذي يوصف في ليبيا بـ”المشبوه”، حيث تتالت التقارير تباعا لتؤكد اصطفاف الخرطوم إلى جانب الميليشيات التكفيرية التي تستعد حاليا لفتح معركة كبيرة للسيطرة على مدينة بنغازي شرق ليبيا. وبحسب معلومات استخبارية، فإن شحنة الأسلحة والذخائر الحربية التي ضُبطت في مطار الكفرة، تندرج في سياق خطة جماعة الإخوان لدعم استعدادت الميليشيات المُسلحة لشن هجوم كاسح على بنغازي .
وأكدت أنه تم اتخاذ قرار بإرسال الشحنة بعد زيارة سرية أداها للسودان نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي نفذ في وقت سابق انقلابا على الشرعية الانتخابية لصالح جماعة الإخوان. وأكد العميد ركن صقر الجروشي لـ”العرب” صحة تلك المعلومات، وقال “إن قوات “كرامة ليبيا” بحوزتها معطيات مؤكدة تفيد بأن جماعة الإخوان حصلت على أموال طائلة من قطر، حتى أنها وعدت بتقديم مكافأة بقيمة 30 ألف دينار لكل تكفيري يُشارك في المعركة المرتقبة لإسقاط مطار بنينا ببنغازي”.
وأعرب عن يقينه بأن اللواء عبد الرزاق الناظوري قائد أركان الجيش، “سيتصدى لهؤلاء، والقضاء عليهم، خاصة وأن قوات عملية “كرامة ليبيا” بقيادة خليفة حفتر، التي تمكنت من غلق بعض المنافذ الحدودية مع السودان التي ينقلون منها السلاح والذخائر، تعمل معه بتناغم وانسجام”.
الاخبارية