حل أمس الفريق أول بيار دوفيليي، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، بالجزائر في زيارة رسمية لمدة يومين، بدعوة من الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع.
وأفاد البيان أن المسؤول الفرنسي سيجري محادثات مع الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، ينتظر أن يتطرق خلالها الطرفان إلى التعاون العسكري بين الجزائر وفرنسا، و"قضايا راهنة تمثل أهمية للبلدين"، كما سيؤدي بيار دوفيليي، بطلب منه، زيارة إلى المدرسة التطبيقية للقوات الخاصة ببسكرة، حسب البيان. وجاءت زيارة رئيس أركان الجيوش الفرنسية للجزائر بعد التصريح الذي أدلى به جون إيف لودريان، وزير الدفاع في حكومة مانويل فالس، والذي قال فيه إن باريس "تنسق مع الجزائر من أجل انتشار عسكري على الحدود الليبية"، وهو التصريح الذي زاد من حدة الشكوك حول النوايا الفرنسية. وتعليقا على حيثيات هذه الزيارة وما رافقها من تصريحات لمسؤولين فرنسيين، قال الضابط المتقاعد وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أحمد عظيمي، إن الهدف من زيارة بيار دوفيليي، هو محاولة إقناع السلطات الجزائرية بالمشاركة في عمل عسكري محتمل ضد ليبيا. وقال عظيمي في اتصال مع "الشروق" أمس: "فرنسا بعيدة عن ليبيا، ومن ثم فكل عمل عسكري يمكن أن تقدم عليه يبقى من الصعوبة بمكان، ما يعني أنها بحاجة إلى دولة من دول جوار ليبيا تساعدها في ذلك، وهي ربما ترى في الجزائر البلد الأمثل لمساعدتها في ذلك". وحذر أستاذ العلوم السياسية من مغبة مسايرة الرغبة الفرنسية للتدخل عسكريا في مستنقع الأزمة الليبية، وأكد أن تداعيات قرار من هذا القبيل ستكون وخيمة على استقرار المنطقة برمتها والجزائر على وجه التحديد.
وقال عظيمي: "تدخل الجيش الجزائري في الأزمة الليبية ستكون له عواقب وخيمة على استقرار البلاد. ليبيا مستنقع، ومن يدخله سوف لن يخرج منه سالما، ولنا في التجربة الأمريكية في كل من الصومال وأفغانستان والعراق، خير مثال". وأضاف عظيمي: "الأزمة الليبية معقدة جدا، وحلها يجب أن يكون بالطرق السلمية، كأن نعاونهم في الجلوس إلى طاولة الحوار ونساعدهم في الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، وبعد ذلك يمكننا مرافقتهم في بناء جيش قادر على حماية حدود بلادهم، ولو تطلب الأمر إرسال ضباط مختصين في تكوين الجيوش". وتابع: "يجب أن نذهب كأصدقاء، أما أن نذهب كمحررين، فهذا أمر غير مقبول تماما، لأن الصراع في ليبيا اليوم هو بين قبائل، وبالتالي فمع من تقف الجزائر، هل تقف مع قبيلة ضد أخرى؟ الوضع خطير جدا ولا يحتمل أية مغامرة"، يقول أستاذ العلوم السياسية، الذي أوضح أن أي تدخل عسكري من أي طرف كان من دول جوار ليبيا، سيجعله "يدفع الثمن باهظا". وأوضح عظيمي: "فرنسا بعيدة عن ليبيا، وإذا أحست بالغرق في المستنقع، فستغادر، أو تضع فرقة من جيشها في مكان ما، كما فعلت في مالي وتقول إنها تسيطر على الوضع، أما نحن فحدودنا مع ليبيا تمتد على مسافة ما يقارب 900 كيلومتر، فكيف السبيل على حمايتها؟
الشروق