مع إقامة بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم وسط فعاليات الموسم الكروي بأوروبا، تحولت البطولة لصداع مزمن برأس الأندية الأوروبية يتكرر كل عامين ويظهر بجلاء التباين بين مصالح الأندية والولاء للمنتخبات الوطنية.
وتنطلق النسخة الجديدة من الكأس الأفريقية بالعاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري وتستمر حتى نهاية الشهر، وهو ما تسبب في رحيل اللاعبين الأفارقة من الأندية الأوروبية المحترفين بها للمشاركة مع منتخبات بلادهم، الأمر الذي سبب الكثير من المشاكل لهذه الأندية.وفجرت هذه القضية جدلا كبيرا في بريطانيا مؤخرا حيث أقيمت مباراة تشلسي مع فولهام يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد يوم واحد فقط من الموعد المحدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتسريح الأندية للاعبيها من أجل الانضمام لمنتخبات بلادهم.وسعى تشلسي جاهدا للاحتفاظ بلاعبيه الأفارقة الأربعة البارزين ضمن فوفه لخوض هذه المباراة، خاصة وأنه يخوض صراعا شرسا على قمة الموسم الحالي مع مانشستر يونايتد وأرسنال.
واللاعبون الأربعة هم النيجيري جون ميكيل أوبي ولاعبا ساحل العاج ديدييه روغبا وسالومون كالو والغاني مايكل إيسيان الذي كان مصابا ذلك الوقت، بينما رغب فولهام هو الآخر في الاحتفاظ بمدافعه الغاني جون بانتسيل.
صراع مصالح
وطلب تشلسي وفولهام من الاتحادات الأفريقية الوطنية التي ينتمي إليها اللاعبون السماح لهم بالبقاء يوما إضافيا مع الناديين لخوض هذه المباراة. وأثار المدرب روي هودجسون المدير الفني لفولهام غضب الفيفا عندما وصف مطالب المنتخبات الأفريقية بالحصول على لاعبيها بأنها "غير محترمة" في حين رد متحدث غاني بوصف هودجسون بأنه غير محترف.
والمثير أن بانتسيل خاض المباراة ضد تشلسي وتعرض خلالها لإصابة ستبعده عن تمثيل منتخب بلاده خلال النهائيات الأفريقية التي تستضيفها أنغولا، والأكثر إثارة أن هودجسون لم يتراجع عن موقفه، وعندما سئل عن شعوره تجاه غياب بانتسيل عن منتخب بلاده قال إنه يشعر بقلق أكبر نظرا لأنه سيغيب عن صفوف فولهام لما تبقى من الموسم.ويوجد أكثر من عشرين لاعبا من فرق الدوري الإنجليزي مع منتخبات بلادهم بكأس أفريقيا إضافة إلى العديد من اللاعبين المحترفين بأكبر المسابقات الأوربية مثل المالي سيدو كيتا نجم برشلونة الإسباني والكاميروني صامويل إيتو مهاجم إنتر ميلان الإيطالي والنيجيري أوبافيمي مارتينز مهاجم فولفسبورغ الألماني.
انتقاد التوقيت
وسبق لإيتو، وكذلك النجم السنغالي الحاج ضيوف أن انتقدا توقيت إقامة كأس أفريقيا، كما أعرب المدافع العاجي كولو توريه عن ندمه لأنه سيغيب عن تشكيلة مانشستر سيتي الإنجليزي في وقت يشهد فيه الفريق مرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب الجديد الإيطالي روبرتو مانشيني. لكن هذا الجدل لم يمنع اللاعبين الأفارقة من دعم وتأييد الكأس القارية، في حين أكد مدرب منتخب الجزائر رابح سعدان أن المنتخبات الأفريقية وبلدانها تستفيد
كثيرا من الاهتمام الذي تحظى به البطولة.
ويبقى أن هذه القضية ليست جديدة حيث ظهرت قبل كأس أفريقيا الماضية التي استضافتها غانا 2008 حيث علق ديفيد مويس مدرب فريق إيفرتون الإنجليزي على سفر لاعبه الجنوب أفريقي ستيفن بينار أسبوعين بقوله "ندفع له رواتبه ونمنحه راتبا جيدا وهو موظف لدينا".