أعرب الفاتيكان اليوم الجمعة عن تضامنه مع الأقباط المصريين بعد إطلاق النار الذي وقع الأربعاء بمدينة نجع حمادي بصعيد مصر وأسفر عن مصرع ستة مسيحيين وشرطي مسلم، في وقت تعالت أصوات قبطية لتدويل الحادث.
وبعث رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكاردينال فالتر كاسبر، اليوم برسالة إلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أعرب فيها عن "وحدته في الصلاة معه وتضامنه مع الجماعة القبطية". وقال أيضا "إن على جميع المسيحيين أن يبقوا متحدين في وجه الظلم، وأن يسعوا معاً إلى السلام الذي يبقى المسيح الوحيد الذي يمكن أن يعطينا إياه".وفي وقت سابق أمس دان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الحادث قائلا "إن أعمال العنف التي ترتكب ضد الطائفة المسيحية القبطية في مصر تثير الرعب والاستنكار". واعتبر فراتيني أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبال، ولا ينبغي أبداً أن يستكين في مواجهة التعصب الديني الذي يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية".
تصعيد دولي
ومع تكرار هذه الإدانات صعد أقباط مصريون مطالبهم وقالوا إنهم أرسلوا مذكرة لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تطالب بإجراء تحقيق دولي في "الاعتداءات الأخيرة التي وقعت ضد الأقباط في مصر" . وقال رئيس مجلس أمناء منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل، إنه طالب في مذكرته التي أرسلها للأمم المتحدة بتكليف المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بدراسة إصدار مذكرتي توقيف بحق كل من محافظ قنا ومدير الأمن بها لمسؤوليتهما عن الأحداث.
وأضاف جبرائيل أن المذكرة طالبت أيضا بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية بشكل عاجل لإعداد تقرير عن "الاعتداءات". وتابع "أجرينا اتصالات دولية لن نستطيع الكشف عن تفاصيلها في الوقت الراهن لكننا نتوقع أن يصل إلى القاهرة خلال أيام قليلة وفد من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإعداد تقرير عن الأحداث". وأرجع جبرائيل سبب اللجوء إلى التصعيد الدولي إلى ما وصفه بـ"تفاقم معاناة الأقباط" وقال "لجأنا إلى المحافل الدولية لأن كل الأبواب المصرية قد أوصدت في وجوهنا". وتعقد المنظمة مؤتمرا صحفيا الأحد يشارك فيه عدد من المنظمات القبطية من أميركا وأوروبا لعرض تفاصيل التصعيد الدولي.
هدوء نسبي
في غضون ذلك سادت حالة من الهدوء النسبي نجع حمادي اليوم، وألغت أجهزة الأمن حالة حظر التجوال التي فرضتها على المدينة عقب الأحداث. وقال شهود عيان بالمدينة إن المسلمين أدوا صلاة الجمعة تحت حراسة أمنية مشددة، وأفاد أحد الشهود أن أعداد المصلين أقل من المعتاد. وأضاف أن المسيحيين ارتادوا الكنائس بأعداد أقل أيضا، ورفعوا رايات سوداء على بيوتهم في المدينة حدادا.
من جانبها قالت وزارة الداخلية إن قتلة ستة مسيحيين بالمدينة سلموا أنفسهم للسلطات اليوم. وأوضحت في بيان لها أن الثلاثة الذين سلموا أنفسهم هم محمد الكومي وقرشي أبو الحجاج وهنداوي حسن, في حين أشارت وسائل إعلام حكومية إلى أن لديهم سجلا إجراميا. وذكرت مصادر أمنية أن ضابطا كبيرا بالشرطة تربطه صلات قرابة بالرجال الثلاثة أقنعهم بتسليم أنفسهم. وينتمي المقبوض عليهم لنفس القبيلة التي تنتمي إليها الطفلة التي يحاكم الشاب المسيحي بتهمة خطفها واغتصابها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بمدينة فرشوط المجاورة.
وكانت المدينة قد شهدت أمس أعمال عنف شارك فيها مئات المسيحيين الغاضبين، وأطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق نحو ألف من المسيحيين رشقوا مستشفى المدينة بالحجارة وأحرقوا بعض سياراته وسيارات أخرى خاصة, كما استهدفوا أيضا عربات أمن.