حذر الرئيس السوداني عمر البشير من مغبة تجاوز ما أسماه بالخطوط الحمراء تحت مظلة الحوار والحريات العامة، مشترطا على زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي التبرؤَ من الإتفاق الذي أبرمه مع متمردي الجبهة الثورية مؤخرا قبل السماحِ له بالعودة إلى البلاد.
حديث الرئيس السوداني عمر البشير الذي جاء بعد صمت لنحو شهرين بدا أكثر حدة في مواجهة مناوئي النظام ،، استهله بالحديث عن الصادق المهدي الذي اشترط عليه التبرؤ عن الإتفاق الذي أبرمه مع متمردي الجبهة الثورية كشرط لعودته إلى البلاد، كما حذر البشير من إستغلال أجواء الحوار والحريات لتجاوز الخطوط الحمراء
وقال البشير لقناة العالم الاخبارية السبت: نحن نقول ان الحرية في الخرطوم متاحة لكل من يضع السلاح ويأتي، ويتخلي عن العمل المسلح، ويعمل على العمل السياسي مرحبا به، لكن ان يحمل السلاح ويحارب في الميدان، ويريد ان يأتي للخرطوم ليعمل عملا سياسيأ، او يتحالف مع من يفعل ذلك فلن نسمح به.
واضاف : وهذه رسالة للصادق المهدي، بانه مرحبا به في اي وقت لكن بعد ان يتبرأ مما وقعه في باريس.
الرئيس البشير أعلن عن موافقته لتشكيل حكومة قومية خلال فترة الإنتخابات في خطوة ربما يريد من خلالها تطمين الأحزاب التي وافقت على الحوار بضمان مشاركتها في الحكومة المقبلة
وقال البشير: ليس هناك من مانع في اعادة تشكيل الحكومة في فترة اجراء الانتخابات، ليكون الجميع فيها، مؤكدا انه لا مجال للفراغ الدستوري، ولا فوضى، وكل من يريد ليستعد للانتخابات.
في المقابل، فإن خطاب البشير أصاب قوى المعارضة بخيبة أمل بعدما أن كانت تتهيأ لإستجابة الحكومة لشروطها المتعلقة بتهيئة الأجواء اللازمة للحوار، أمر إعتبرته دليلا على عدم جدية الحكومة في إقامة حوار شامل لا يستثني احدا.
وقال صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي السوداني لقناة العالم الاخبارية: اذا كان اصلا الناس التي تحمل سلاحا لا تتحاور معهم، فان معنى ذلك ان ماض نحو الحرب، وانك اصلا لا تريد الحوار، لان الناس الذين يحملون السلاح انت تعتبرهم اعداء.
واضاف ان هذا كله يؤكد ان الحكومة غير جادة في الحوار، لان ابسط شيئ في الحوار هو انك تفتح المجال للحريات والديمقراطية، ولا يمكن ان يكون هناك حوار في ظل هذه الظروف.
العالم