وجه الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض السبت، انتقادات علنية لقرار الحكومة إغلاق المركز الثقافي الإيراني معتبراً القرار أنه جاء “استرضاء للسعودية”.
ودعا الترابي خلال خطبة العيد التي ألقاها أمام حشد من أنصاره في حي (مايو) بحسب "راي اليوم" أحد أكبر الأحياء الشعبية جنوبي العاصمة الخرطوم، إلى وحدة المسلمين بكل طوائفهم، مستهجناً ”التقسيم الطائفي للمسلمين” باعتباره “يبدد قوتهم ويزيد من الهيمنة الغربية عليهم”.
وأضاف الأمين العام بالقول “علينا أن نشايع (نقف بصف) من هو على حق ونخاصم من هو على شر ونتقي الله ليرزقنا وينصرنا وليس كما يفعل هؤلاء، في إشارة إلى الحكومة السودانية، يذهبون لآل سعود ويقولون لهم أغلقنا المركز الإيراني فادعمونا”.
والشهر الماضي أغلقت الحكومة السودانية المركز الثقافي الإيراني بحجة “تجاوز التفويض الممنوح .. وتهديده للأمن الفكري والاجتماعي”، إلا أن خبراء تحدثوا لوكالة “الأناضول” وقتها وقالوا إن السبب الرئيسي للإغلاق هو “محاولة الحكومة استرضاء الرياض الغاضبة من التقارب بين الخرطوم وطهران”.
وتتصدر السعودية قائمة الاستثمارات العربية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار وهي ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين.
وتوترت العلاقة بين الخرطوم والرياض بشكل بائن عقب رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه.
ورغم سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهران والرياض باستضافتها لسفن حربية سعودية في فبراير/شباط 2013، إلا أن العلاقات لم تتحسن بعد أن استقبلت البحرية السودانية مجددا سفنا إيرانية في سبتمبر/آيلول 2013 وأخرى في مايو/آيار الماضي.
وفي مارس/آذار الماضي، أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت إيراداتها من المواشي السودانية التي تقدر بنحو 50 % من حاجتها ضمن إجراءات وصفها خبراء تحدثوا لوكالة “الأناضول”، وقتها، بأنها “عقابية” .
وأقر وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مايو/ آيار الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية وكشف عن رفض الخرطوم لعرض إيراني بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية حتى لا ترى السعودية أنها موجهة ضدها.
ويعتبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة عام 1989 قبل أن يختلف الرجلان ويطيح الثاني بالأول في 1999.
وأسس الترابي بعد إبعاده من السلطة حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وبعد 15 عاما من القطيعة تخللتها اعتقال السلطات للترابي أكثر من مرة لعدة أسباب من بينها التخطيط لانقلاب عسكري، أعلن الرجل على نحو مفاجئ في يناير الماضي قبول دعوة الرئيس البشير للحوار والتي قاطعتها غالبية أحزاب المعارضة والحركات المسلحة.
ويرى مراقبون أن الترابي والبشير يريدان مجددا توحيد الحركة الإسلامية المنقسمة بينهما.
العالم