أعلنت السلطات الجزائرية مقتل شابين وإصابة 10 من عناصر الشرطة خلال أحداث العنف والمواجهات الدامية بين السكان العرب والسكان الأمازيغ في بلدة بريان بولاية غرداية جنوبي الجزائر. وارتفعت حصيلة المواجهات العرقية والمذهبية التي اندلعت منذ أول أمس الأحد في غرداية الى ثلاثة قتلى، بعد مقتل شرطي الأحد.
وشهدت بلدة بريان أمس الاثنين أعنف المواجهات بين المجموعتين، خاصة في ظل الفراغ الأمني الذي نتج عن إضراب عناصر الشرطة، ورفضهم الخدمة بسبب استهدافهم من قبل المتظاهرين، في مقابل التعليمات التي وجهت اليهم بالتحفظ في استعمال القوة خلال فض المواجهات بين الطرفين. واعتصم المئات من عناصر الشرطة الجزائرية وسط مدينة غرداية، وطالبوا السلطات بالحماية القانونية وتحديد صلاحياتهم خلال التدخل لفض المواجهات بين الطرفين. وتخلى رجال الشرطة الذين جابوا شوارع المدينة، عن العصى والهراوات، في مشهد رمزي للتعبير عن غضبهم من المتاعب التي تلحقهم بسبب الأزمة المستمرة في المدينة. وتشهد مدينة غرداية وبلداتها منذ شهر مارس 2008 اندلاع مواجهات على خلفية عرقية ومذهبية، لكن أعنف هذه المواجهات كانت تلك التي اندلعت في 29 ديسمبر 2008 ، في مدينة بريان بولاية غرداية، وخلفت مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة. وتجددت المواجهات بين أتباع المذهبين في أبريل 2009، ما أدى الى مقتل شخصين وجرح أكثر من 25 شخصا وتخريب عدد من المحلات التجارية. وفي فبراير الماضي، تجددت المواجهات وأدت الى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 120 آخرين بجروح. واعتبرت تلك الأحداث الأعنف والأخطر التي تشهدها الجزائر، كونها أول مواجهات ذات طابع عرقي ومذهبي تشهدها الجزائر منذ الاستقلال. وفشلت الحكومة في إخماد نار الفتنة العرقية والمذهبية في مدينة غرداية، برغم الدفع بتسعة آلاف عنصر أمن الى المدينة.
الشروق