تحت عنوان «حراك شعبي مدني»، و«لا للإرهاب والإخوان»، يستعد سكان معظم المدن الليبية غدا الأربعاء لأول «انتفاضة شعبية مسلحة» ضد كل الجماعات المتطرفة والإرهابية في ليبيا،
بينما اخترق قراصنة إلكترونيون (هاكرز) من أنصار نظام العقيد الراحل معمر القذافي الحساب الرسمي لحزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر». وتأتي تلك التحركات في وقت وجهت فيه كتيبة «راف الله السحاتي» المتطرفة في مدينة بنغازي رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى سكان المدينة، وتوعدت بأنها سترد بشكل حاسم على أي اعتداء يستهدف أي نقاط تابعة لمن وصفتهم بثوار بنغازي. وقالت الكتيبة في صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»: «لن نتهاون مثل المرات السابقة التي نهبت فيها مقراتنا وسُرق منها الآلاف من قطع السلاح والذخيرة». ويتأهب سكان مدينة بنغازي منذ يومين لهذه الانتفاضة المسلحة، فيما أطلق ناشطون إعلاميون وسياسيون دعوات للسكان في مختلف مناطق المدينة للانضمام إلى هذه الانتفاضة. بينما وصف العقيد ونيس بوخمادة، آمر القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الليبي في بنغازي، الوضع الحالي في ليبيا بأنه «ليس مجرد معركة حكومة وبرلمان وغيره»، وقال في تصريحات له أمس إنه «أصبح موضوع وطن يحتاج إلى رجاله». وأضاف: «الوضع خطير، ويجب على الكل مناصرة الجيش. نحن نقاتل شرذمة معنفة ولا نرغب في مناصب، المعركة من أجل الوطن فقط». وتوقعت مصادر ليبية وسكان في المدينة تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن يقوم السكان وخصوصا من الشباب المسلحين بمهاجمة مختلف المقرات والمواقع التابعة لكل التنظيمات المسلحة، بما في ذلك تنظيم «أنصار الشريعة» وما يسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي».
في المقابل، دعا "الجيش الوطني الليبي" سكان بنغازي إلى تأمين مناطقهم بحيث لا يسمحون لمن وصفهم بـ«الخوارج» بالرماية على آليات وأفراد الجيش حين دخوله للمدينة، ولا يسمحون لهم بالاختباء داخل الأحياء في حال تمت مطاردتهم. وطلب الجيش ابتعاد المواطنين عن الطرق الرئيسية لتسهيل مرور آليات الجيش، كما دعا الشباب غير المسلحين إلى عدم تعريض أنفسهم للخطر. واعتبر الجيش في بيان له أن الهدف من انتفاضة الشباب هو دعم قوات الجيش وحمايتها من غدر «الخوارج»، وكذلك اعتقال عناصرهم المطلوبة في جرائم قتل واعتداء، ونبه إلى ضرورة ألا يكون الانتقام أو القتل هدفاً في حد ذاته. ويخوض الجيش الليبي منذ شهر مارس (آذار) الماضي معارك يومية في منطقة بنينا ضد المتطرفين الساعين للسيطرة على المطار الرئيسي والقاعدة الجوية بالمدينة. وأطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر عملية الكرامة بهدف «تنظيف ليبيا من الإخوان المسلمين والمتطرفين»، حيث تسانده القوات الخاصة وسلاح الطيران، لكن السلطات الليبية لا تعترف رسميا بدور حفتر.
إلى ذلك، أعلن قراصنة إلكترونيون (هاكرز) ليبيون أنهم اخترقوا الصفحة الرسمية لحزب الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر». وأضافوا في تغريدة على حساب حزب الإخوان المخترق على «تويتر»: «نحن رجال لم نرض يوما بالعار. اختراق صفحة حزب الإخوان. معمر في قلوبنا». من جهة أخرى، هدأت أمس حدة الاشتباكات في منطقة الجبل الغربي بجنوب العاصمة الليبية طرابلس بين قوات ما يعرف بـ«فجر ليبيا» وقوات جيش القبائل بعدما ارتفع عدد ضحايا هذه الاشتباكات إلى 27 قتيلاً و80 جريحا وفقا لما أكدته مصادر طبية عسكرية. وشيّع أهالي مدينتي غريان ثلاثة قتلى من ضحايا الهجوم بالراجمات الذي تعرضت له مدينة ككلة يومي السبت والأحد الماضيين. وطالب أعضاء سابقون في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق المنتهية فترة ولايته) منظمة الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه ما أسموه بـ«الهجوم الوحشي» من قِبل من وصفوهم بـ«فلول جيش القبائل المنهزمة»، والفارة من منطقتي «أبوشيبة» و«رأس اللفع».
إلى ذلك، دعت وزارة الصحة الليبية إلى الانتباه وأخذ الحيطة والحذر من مخاطر تفشي مرض «إيبولا» القاتل. وطالبت الوزارة في تعميم لها برفع حالة التأهب في كل المنشآت الطبية والمنافذ الحدودية، وحثت المواطنين على الانتباه لأعراض هذا المرض وعدم التعامل مع المهاجرين الأفارقة أو الاختلاط الحميم بهم. وكانت وزارة الصحة الليبية قد أعلنت خلال شهر أغسطس (آب) الماضي خلو البلاد من مرض الـ«إيبولا»، مؤكدة عدم رصد أي حالة من هذا المرض داخل ليبيا. ولفتت الوزارة التي أكدت على أن كل المنافذ الرسمية تخضع لإشرافها، إلى تخصيص 36 عنصرا للرصد، بالإضافة إلى 100 فريق موزعين على مختلف المناطق الليبية، ضمن تعليمات منظمة الصحة العالمية.
الشرق الأوسط