قبل أسبوع من تنظيمها، برزت دعوات في المشهد التونسي، من قبل سياسيين وممثلي أحزاب تشكك في الهيئة المستقلة التي ستشرف على هذا الاستحقاق، وبالتالي في النتائج التي سوف تسفر عن العملية الانتخابية، المقرر إجراؤها يوم الأحد 26 أكتوبر الجاري.
في هذا السياق، صرح القيادي في حركة "نداء تونس" خميس قسيلة، بأن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مخترقة خصوصاً من طرف بعض الموظفين المنتدبين"، قال إنهم "يخدمون أجندة حزبية"، في تلميح لحزب النهضة الإسلامي. كما أكد قسيلة على "أنّ أداء الهيئة كان ضعيفاً في الفترة الماضية". وسبق أن شكك رئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي في تركيبة الهيئة والمناخ الذي تكونت فيه، حيث أكد في مقابلة مع صحيفة "الصباح" على أن "هيئة الانتخابات انتخبها المجلس الوطني التأسيسي، الذي يضمّ حساسيات سياسية مختلفة ولذلك يمكن القول إن استقلالية الهيئة نسبية وتكوينها كان متأخراً ولم يكن لها الوقت الكافي للقيام بعملية الانتداب والتأكد من أنهم مستقلون.. كما تبين أن العديد لهم انتماءات سياسية، والهيئة بصدد التعديل بالنسبة لعدد من مكاتب الاقتراع. كما أن الهيئة لم تمنح للتونسيين الوقت الكافي لتسجيل حوالي 4 ملايين تونسي في شهر واحد رغم أن هذه فترة كانت تتطلب ما بين 6 أو 7 أشهر".
هيئة الانتخابات تكذب
وتجدر الإشارة إلى أن جل المتابعين لكل مراحل العملية الانتخابية التي انطلقت منذ أشهر وخاصة خلال فترة الحملة الانتخابية التي انطلقت منذ أسبوع، يشيرون إلى أنه لم يسجلوا إخلالات من شأنها أن تؤثر على سير ونتائج العملية الانتخابية. وفي هذا الإطار أكد المحلل السياسي عادل الشاوش لـ"العربية.نت" أنه يستغرب بعض الدعوات التي تشكك في عمل الهيئة، معتبراً أنها خطيرة، لأنه قد ينجم عنها تشكيك ورفض لنتائج الانتخابات، ما قد يدخل البلاد في أزمة سياسية. وأشار الشاوش إلى أن بعض الإخلالات المسجلة تم تجاوزها بسرعة من قبل الهيئة، موضحاً أن كل المنظمات في الداخل والخارج ومنها مركز كارتر قد أشادوا بعمل الهيئة وباستقلاليتها. من جهة أخرى، دعا عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنور بن حسن، في تصريح لموقع "حقائق أون لاين"، رئيس قائمة نداء تونس في دائرة نابل 2 خميس قسيلة إلى تقديم الإثباتات التي تدعم صحة اتهاماته حول وجود اختراق للهيئة من قبل موظفين في الإدارة المركزية.
العربية نت